الخبر

افتتاح الندوة الإقليمية حول إدماج التربية على المواطنة والقيم العالمية المشتركة

02/10/2018

برعاية وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج

افتتاح الندوة الإقليمية حول إدماج التربية على المواطنة والقيم العالمية المشتركة

  • تهدف إلى تعريف المشاركين بمفاهيم التربية على المواطنة والقيم العالمية المشتركة ومجالاتها وأهدافها.
  • اليعقوبي: تعكس الندوة اهتمام حكومة السلطنة إلى تعزيز قيم التربية من أجل المواطنة لتمكين المتعلمين من العمل من أجل عالم أكثر سلما وعدلا وشمولية واستدامة.
  • حجازي: التربية على قيم المواطنة تشكل قوة تحويلية لتمكين المتعلم من المساهمة في بناء وطنه والعيش في عالم أكثر دمجاً وعدلاً وسلاماً.

كتب/ محمد العبري

عقد صباح أمس (الاثنين) – بفندق ليفاتيو ـ  ندوة إقليمية حول إدماج التربية على المواطنة والقيم العالمية المشتركة في برامج إعداد المعلمين في دول الوطن العربي: الرؤى والتوجهات، والتي تنظمها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع كلية التربية بجامعة السلطان قابوس ومكتب اليونسكو الإقليمي للتربية ببيروت، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج ـ نائب رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ــ، وبحضور سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم وعدد من أصحاب السعادة والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وعدد من الخبراء والمختصين والباحثين والأكاديميين وعمداء كليات التربية من مختلف الدولة العربية بالإضافة إلى خبراء تربويين من منظمة اليونسكو.

تهدف الندوة والتي تعقد على مدى ثلاثة أيام إلى تعريف المشاركين بمفاهيم التربية على المواطنة والقيم العالمية المشتركة ومجالاتها وأهدافها، وتعميق أهمية التربية من أجل المواطنة العالمية في برامج إعداد المعلمين، وإطلاق المنصة الالكترونية العربية حول التربية على المواطنة والقيم العالمية المشتركة، وتيسيير الحوار وتبادل الأفكار حول قضية التربية على المواطنة العالمية بين القائمين على برامج إعداد المعلمين، ووضع خطة عمل مشتركة قابلة للتطبيق لتضمين التربية على المواطنة العالمية في برامج إعداد المعلمين.

حفل الافتتاح

بدأ حفل افتتاح الندوة بكلمة ألقاها محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم قال فيها: يأتي عقد هذه الندوة والتي تعكس اهتمام حكومة السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس –حفظه الله ورعاه-  إلى تعزيز قيم التربية من أجل المواطنة لتمكين المتعلمين من العمل من أجل عالم أكثر سلما وعدلا وشمولية واستدامة. وأكد أن التعليم من أجل المواطنة يعكسُ غاية التربية في الذهاب إلى أبعد من مجرّد توفير التعليم و"ضمان التعليم الجيّد الشامل والمنصف وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع"، فقد دأبت السلطنة على المستوى الوطني الاهتمام بتعزيز قيم المواطنة، لا سيما من خلال النظم التربوية، إذ يهتم النظام التعليمي في سلطنة عُمان بالبعد العالمي في تنمية شخصية المتعلم منذ سنوات النهضة العمانية الأولى، وفي عام 1977م وضّح جلالة السلطان حفظه الله الهدف من التعليم بقوله: ” التعليم يجب ألا يبقى وسيلة لتثقيف الفرد فقط بل يجب أن يُعنى أيضاً بتكوين شخصيته حتى تلعب عُمان دوراً مهماً في الشؤون العالمية” وهو ما ركزت عليه فلسفة التعليم في السلطنة.

كلمة اليونسكو

بعدها ألقى  مدير مركز اليونسكو الإقليمي للتربية على التفاهم الدولي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي بكوريا ـ د. يوتاك شانغ ـ   كلمة تحدث فيها عن دور المركز في دعم المواطنة العالمية، وعن تعاون المركز مع مختلف الدول لا سيما الدول العربية في هذا الشأن، كما تحدث عن أهمية التعاون وتوجيه جهود الدول في دعم وتعزيز قيم المواطنة من خلال دمجها في النظم التعليمية، ووجه دعوة للدول لتضمين قيم المواطنة وتعزيزها من خلال التعليم من خلال نشر قيم التسامح، واحترام الثقافات، وأهمية الحوار ونبذ العنصرية.

كما ألقى الدكتور حجازي إدريس من مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت كلمة  قال فيها: إن موضوع التربية على المواطنة العالمية والقيم الإنسانية المشتركة ليس بالجديد كون وظيفة التعليم الأساسية ورسالة المدرسة الاجتماعية هو صون الهوية الوطنية وتنشئة المواطن الصالح وتثبيت وتكوين الإحساس بالمصير المشترك مع الآخر، وهذا المفهوم ما زال في الوقت الحاضر هو السائد في معظم دول العالم. لكن المفهوم أخذ في التطور تحت تأثير العولمة، وسهولة التنقل للأفراد والمؤسسات والشركات العابرة للأوطان، والنزوح والهجرة بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية. كل ذلك أدى إلى ظهور أشكال من المواطنة تختلف عن المواطنة المقترنة بالدول الأم.  

إن التربية على قيم المواطنة والقيم العالمية تشكل قوة تحويلية لتمكين المتعلم من المساهمة في بناء وطنه والعيش في عالم أكثر دمجاً وعدلاً وسلاماً، وهنا نحن بحاجة إلى مقاربات متعددة الأوجه تشمل التعليم النظامي وغير النظامي وتبدأ من الطفولة المبكرة وتستمر في كل مراحل التعليم. وتتعدى منحى التثقيف حول حقوق الإنسان إلى بناء معارف وتطوير مهارات واتجاهات من أجل التفاهم الدولي واحترام التنوع والتعاون والتضامن.

جلسات وأوراق عمل

تضمن برنامج الندوة في يومه الأول ثلاث جلسات عمل، حملت جلسة العمل الأولى عنوان "تأطير التربية على المواطنة العالمية ضمن عملية إعداد جدول أعمال عالمي/ إقليمي وترأسها د. خلف بن مرهون العبري أستاذ في جامعة السلطان قابوس وألقي خلالها ثلاث أوراق عمل، حيث قدمت ورقة العمل الأولى د. ميسون شهاب مسؤولة برنامج التعليم الأساسي بمكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت، طرحت خلالها مفاهيم التربية على المواطنة العالمية والقيم الإنسانية كما أكدت على أن عمل منظمة اليونسكو في هذا المجال جاء ضمن أجندة التعليم 2030 والتي شددت المنظمة من خلال هذه الأجندة على أن الغرض من التعليم ليس فقط تخريج أفراد قادرين على القراءة والكتابة بل أفراد قادرين على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، كما تطرقت إلى بعض الإعلانات والمواثيق الدولية والإقليمية حول هذا الشأن.

أما ورقة العمل الثانية فقدمها د.محمد أبو نمر من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للحوار بين الأديان عنونها بـ"التربية على المواطنة العالمية والحوار بين الأديان"، أكد خلالها بأن القواسم المشتركة بين الشعوب هي حجر الأساس التي يجب أن تبنى عليه العلاقات فيما بينها، كما أن الهوية الدينية هي أبرز الهويات الأساسية التي تجمع الشعوب، وأن المساواة واحترام الآخر والتعددية أسس للحل السلمي للمشاكل والنزاعات، كما يعد الحوار اللغة المثلى لاكتشاف القيم الدينية والإنسانية.

وألقى د. يوتاك شانغ مدير مركز اليونسكو الإقليمي للتربية على التفاهم الدولي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي بكوريا ورقة العمل الثالثة عنوانها بـ "التربية على المواطنة العالمية والعمل على تعزيز دور المعلم" تحدث فيها عن دور المركز في نشر المواطنة العالمية، والبرامج التي نفذها المركز خلال الفترات الماضية في هذا المجال.

جلسة العمل الثانية

فيما كانت جلسة العمل الثانية حول "التربية على المواطنة العالمية ــ مناقشة متعمقة"، وترأسها د.فادي يرق مدير عام التربية والتعليم بلبنان، ألقى خلالها الدكتور حجازي إدريس من مكتب اليونسكو ببيروت ورقة تمحورت حول المسائل المفاهمية والمنهجيات المتبعة في تفعيل التربية على المواطنة العالمية؛ لتلائم الحاجة والسياق المحلي للدول العربية، كما تطرق إلى بعض المصطلحات المتعلقة بالتربية على المواطنة، ومجالاتها، وأهدافها.

جلسة العمل الثالثة

فيما حملت جلسة العمل الثالثة عنوان "التربية على المواطنة العالمية في عالم متصل"، وترأستها د. لطيفة الكندري عميد مساعد بجامعة الكويت، سلطت الضوء على دور التكنولوجيا في تعزيز التربية على المواطنة العالميا عالمياً، وإبراز الأفكار المستقبلية الممكنة في هذا المجال. كما قدم د.أناس بو هلالة من مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت ورقة تحدث خلالها عن التحولات الرقمية في التعليم العالي، ومدى أهمية المنصات الرقمية لنشر ثقافة المواطنة، وكذلك الاعتماد على مصادر التعليم المفتوحة لتكوين أساتذة المنطقة العربية من أجل نشر وتدريب على المواطنة.  وورقة أخرى حول "الجامعة الإلكترونية لتعليم المواطنة العالمية"، قدمتها د.يانغ سكوك لي من مركز آسيا والمحيط الهادي للتربية من أجل التفاهم الدولي، وفي نهاية الجلسة، تم عرض مبادرة حول "تطوير مقرر عن بعد لنشر مفاهيم التربية على المواطنة العالمية"، مقدمة من منظمة اليونسكو ومركز الحوار KAICIID