الخبر

بحضور دولي واسع السلطنة تستضيف الاجتماع الدولي الرابع للشبكة الدولية ل #اليونسكو منصة طرق الحرير الرقمية

29/10/2018


🔴 حسن اللواتي: استضافة هذا الاجتماع لتعزيز العلاقة المتميزة القائمة بين #السلطنة ومنظمة #اليونسكو.
🔴 آنا باوليني: مشروع طريق الحرير أطلق عام 1988م، وأسفر عن إنتاج معرفي هائل في شكل وثائق مكتوبة، سمعية بصرية وشفوية.
كتب/ محمد العبري
استضافت السلطنة صباح اليوم (الإثنين) بالمتحف الوطني بمسقط الاجتماع الدولي الرابع للشبكة الدولية لليونسكو ـ المنصة الرقمية لطرق الحرير، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم الموقرة ـ رئيسة اللجنة الوطنية العٌمانية للتربية والثقافة والعلوم، بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وأصحاب السعادة وكلاء الوزارات وروساء الهيئات بالسلطنة، وسعادة السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى- المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو، وآنا باوليني مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة، وبمشاركة وانغ إكسيا أوفنغ عضو في قيادة وزارة الثقافة والسياحة بجمهورية الصين الشعبيه، والذي تنظمه وزارة التراث والثقافة، وبدعم من عدد من مؤسسات القطاع الخاص ويستمر لمدة ثلاثة أيام. 
يهدف الإجتماع والذي يعقد لأول مرة في الوطن العربي إلى إبراز الدور الفاعل لمنصة طريق الحرير على الانترنت، وبحث الإمكانيات التي يمكن أن تقدمها في هذا المجال ونظرتها المستقبلية، كما يهدف إلى تعزيز العلاقة بين السلطنة ومنظمة اليونسكو كونها إحدى مبادرات المنظمة، وكون السلطنة هي المحور الرئيس في خط المسالك البحرية التي تفاعلت بشكل كبير مع طرق الحرير، وكذلك لتفعيل مضامين سلطنة عُمان رؤيتها ورسالتها من خلال هذه المنصة التي تعتبر من الفرص لتعزيز مكانة السلطنة على الساحة الدولية وإبراز حضورها الاقليمي والعالمي. كما يهدف الإجتماع إلى نشر التوعية الاعلامية بشأن مشروع "طرق الحرير" من خلال تسليط الضوء على جوانبه العابرة للحدود الوطنية، التي تربط بين الناس من مختلف المناطق، وكذلك لتعزيز مبادئ الحوار بين الثقافات، والصداقة والتعاون، لا سيما في فئة الشباب، وللتعريف بـ"طرق الحرير" عبر منصات وسائل التواصل الإجتماعي، والترويج للأنشطة المتصلة به، ولتسليط الضوء على التاريخ والابداع والقيم والمعرفة المشتركة لـ "طرق الحرير".
حفل افتتاح الاجتماع
بدأ برنامج افتتاح الاجتماع بكلمة بكلمة ألقاها سعادة حسن بن محمد اللواتي المستشار بوزارة التراث والثقافة لشؤون التراث قال فيها: " أن السلطنة تتطلع من أستضافة هذا الاجتماع في دورته الرابعة إلى تعزيز العلاقة المتميزة القائمة بينها وبين منظمة اليونسكو، حيث عملت وتعمل على دعم هذه المنصة كأحد مبادرات اليونسكو منذ اليوم الأول لأنشائها، وتسعى من خلال هذ الحضور إلى منح المبادرة الزخم الاعلامي المحلي والخارجي، خاصة وأن السلطنة هي أول دولة خليجية وعربية تتشرف بمثل هذه الاستضافة ولديها العديد من العناصر الحضاريه وسمات التراث الثقافي المشترك مع الدول الأخرى التي يمكن ان تساهم هذه المنصه في ابرازها لتفعيل مفهوم الحوار الثقافي".
تعريف الأجيال
كما أكد سعادة المستشار في كلمته بأن هنالك أكثر من 40 بلداً على طول طرق الحرير التاريخية (البرية والبحرية) والتي لا تزال جميعها تشهد على أثر هذه الطرق في الثقافة والتقاليد والعادات، وبمشاركة ممثلين من نصف هذه الدول، يأتي انعقاد هذا الإجتماع في سلطنة عمان تجسيدا للتوجهات الحكيمة التي قادتها الرؤية الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بأهمية تعزيز الحوار والصداقة والتعاون بين الثقافات، وتقديراً وعرفاناً لكل من ساهم في إنجاز هذه الرحلات التاريخية، ورغبة في تعريف الاجيال بدور عمان الحضاري كأحدى أبرز نقاط الإتصال في شبكة من الممرات التجارية البرية والبحرية غطت الكثير من مناطق العالم بدءاً بعصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى يومنا هذا، وتلاقت على طولها شعوب تنحدر من شتى الثقافات والديانات واللغات ، فتبادلت الآراء وتركت بصماتها على بعض نواحي الحياه اليومية .
السلطنة ... طرق الحرير
وأضاف: "... وبالنظر الى دور سلطنة عُمان منذ أمد بعيد على طول "طرق الحرير" التاريخي، واعترافاً بأهمية تأثيرها الرائد في مجال الحوار والتبادل، فإنه لا بد من أستعادة الذاكرة للتأكيد على أنها كانت أحد الشركاء في مبادرات اليونسكو لطرق الحرير على مدى السنوات الثلاثين الماضية و لعبت دوراً حيويا في إنجاز مبادرة اليونسكو بعنوان: "دراسة متكاملة لطرق الحرير، وطرق الحوار عام 1988-1997" وكانت "بعثة طريق الحرير البحري لليونسكو" واحدة من أبرز أشكال هذا التعاون، حيث نظمت البعثة بمكرمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه، الذي منح اليخت السلطاني "فلك-السلامة" لليونسكو لاستخدامه لأكثر من ستة أشهر خلال الفترة: (من أكتوبر 1990م إلى مارس 1991م) في رحلة شارك فيها حوالي 100 عالم و45 صحفي من 34 بلدا 154 يوم للدراسة وتبادل الأفكار حول التفاعلات الثقافية والتراث المشترك وتعدد الهويات التي برزت وتطورت على طول هذه الطرق البحرية على مر القرون. وسافرت بعثة اليونسكو لأكثر من 27000 كم من مدينة البندقية (إيطاليا) الي مدينة أوساكا (اليابان)، وزارت 27 ميناء تاريخيا في 16 بلدا على طول "طرق الحرير البحري". 
دعم سياسي
وتطرق في كلمته بأن سلطنة عُمان واحده من الدول الأعضاء التي قدمت الدعم السياسي والمالي للمبادرة الجديدة "منصة طريق الحرير على الإنترنت للحوار والتنوع والتنمية"، التي أطلقت في عام 2011م. والتزامها بايمانها بالحوار بين الثقافات على طول "طرق الحرير" قدمت مساهمه بمبلغ من 50,000 دولار أمريكي لتميكن المنصة للوصول إلى جمهور أوسع، لا سيما في البلدان الناطقة باللغة العربية.
تنوع أوجه التعاون 
كما أشار سعادته إلى تنوع أوجه التعاون بين السلطنة ودول طرق الحرير، فبالأمس القريب احتفلنا مع أصدقاءنا في جمهورية الصين الشعبية بتدشين النصب التذكاري لرحلة السفينة صحار التي ابحرت منذ 38 عاما (في الثالث والعشرين من نوفمبر 1980م وبمناسبة الذكرى العاشرة المجيدة لاحتفالات السلطنة بعيدها الوطني من ميناء مسقط الى ميناء كانتون بجمهورية الصين الشعبية ، و ذلك لاستعادة ذكريات الرحلات البحريه التاريخيه التي كانت تتم في القرون الماضيه بين البلدين لتجسيد الدور الحضاري الرائد في ميدان الملاحة البحرية والتجارة الدولية التي اشتهرت بها من القدم لتبقى رمزاً لذكرى هذه الرحلات و مناره لاستلهام التعاون المستقبلي . 
كلمة اليونسكو
ثم ألقت آنا باوليني مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة كلمة المنظمة قالت فيها: "... هناك المزيد من الفرص للتفاعل بين الشعوب والأمم والثقافات في عالمنا الآخذ في العولمة، في هذا السياق، يمكن النظر في التجارب التاريخية للتبادلات التي سهلت المعرفة والاحترام المتبادلين بين الثقافات المختلفة، ويمكن أن تساعدنا على الاستجابة للتحديات".
كما أكدت في كلمتها بأن مشروع طريق الحرير أطلق في عام 1988م وأسفر عن إنتاج معرفة هائلة في شكل وثائق مكتوبة، سمعية بصرية وشفوية عن التراث الثقافي للناس من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. تم إنتاج مئات المنشورات بأكثر من 30 لغة مختلفة بالإضافة إلى آلاف الصور والصور من مناطق مختلفة إلى جانب طرق الحرير. وحشد المشروع آلاف الباحثين والصحفيين والفنانين والمربين في أكثر من خمسين دولة على طول طرق الحرير التاريخية وما وراءها لتسهيل تبادل الخبرات وتطوير فهم مشترك لمختلف جوانب هذا التاريخ.
‎بدأت المرحلة الثانية من المشروع في عام 2013 بإطلاق "منصة طريق الحرير للحوار والتنوع والتنمية". ومن أجل الحفاظ على هذه الجديدة ، وضعت اليونسكو "الشبكة الدولية لمشروع طرق الحرير".
‎ وأشارت إلى جهود المنظمة بتطوير أطلس من التفاعلات الثقافية على طول طرق الحرير، ونظمت "عيون الشباب في مسابقة صور طريق الحرير" التي عرضت نتائجها على شكل معرض افتتح هنا في مسقط أمس مساء (عيون الشباب على طرق الحرير)، حيث أدت كل من هذه المبادرات إلى إعادة تحديد وتحديد عناصر التراث المشترك لطرق الحرير التي هي شهود على الترابط الطويل الأمد والترابط بين الناس في طريق الحرير. كما أثبت هذا التراث المشترك إمكاناته كأساس لتعزيز التفاهم المتبادل والحوار بين الثقافات بين الناس في ضوء تحقيق السلام والتنمية المستدامين.
الفيلم الوثائقي طرق الحرير
عقب ذلك تم عرض فيلم وثائقي حول مشروع طريق الحرير، وجهود وأنشطة منظمة اليونسكو في هذا المشروع، والدول الواقعة عليه، وكذلك مهام واختصاصات الشبكة الدولية لليونسكو لطرق الحرير، كما تطرق الفيلم دعم السلطنة لهذا المشروع، وأهمها تسخير السفينة السلطانية (فلك السلامة) عامي 1990 – 1991م في خدمة مشروع دراسة طريق الحرير التاريخي.
الفيلم الوثائقي العناصر الثقافية العُمانية للتراث الثقافي غير المادي المسجلة في منظمة اليونسكو 
كما تم عرض فيلم آخر من إنتاج اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم يوثق العناصر العمانية المسجلة ضمن القائمة التمثيلية العالمية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونسكو وهي: فن البرعة وقد أُدرج عام 2010م، وفنّي العازي والتغرود في عام 2012م، وكذلك فنّ العيّالة في عام 2014م، وفي عام 2015م نجحت السلطنة في إدرج فن الرّزفة، وملف القهوة العربية، وملف المجالس والفضاءات الثقافية ضمن هذه القائمة. 
افتتاح المعرض الصيني 
عقب ذلك قامت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية راعية الحفل بافتتاح معرض "الحرير والخزف والشاي، حوار عبر الثقافات في طريق الحرير"، والذي أقيم ضمن جدول أعمال الإجتماع، ويمتد حتى يوم الاثنين 12 نوفمبر المقبل. 
يحتوي المعرض على خمسة تقسيمات أساسية تحتوي عددا من القطع المميزة والتي تعكس تفاصيل الحضارة الصينية. يحمل القسم الأول من المعرض عنوان "الموطن، الصين"، أما القسم الثاني فيحمل عنوان "الطريق، النقل والمواصلات" ويعرض عددا من القطع المرتبطة بالنقل والمواصلات عبر طريق الحرير، كما جاء القسم الثالث بعنوان "التقنيات والعروض" ويحتوي على نماذج من آلات صنع النسيج والخزف والشاي، كما حمل القسم الرابع عنوان" الآنية، العمل الفني المثالي" حيث تم ربط الحرير والخزف والشاي بحياة الفنانين والمفكرين والأدباء وأعمالهم الفنية، وجاء القسم الخامس في المعرض بعنوان"الانسجام، الحياة المرهفة" وتناول موضوع الانسجام بين القدامة والحداثة والتطوير المستمر لهذه القطع.
تصريح معالي راعية الحفل
وفي نهاية حفل افتتاح الاجتماع قالت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزبرة التربية والتعليم ـ رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم: "لقد سعدت اليوم بالمشاركة في افتتاح الاجتماع الرابع للشبكة الدولية لليونسكو المنصة الرقمية لطرق الحرير، ولا ريب أن احتضان السلطنة لهذا الاجتماع الدولي الذي تشارك فيه عدد من دول العالم برعاية من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو ـ له دلالات عميقة ذات جوانب حضارية وتاريخية بالغة الأهمية، فعلاقة سلطنة عُمان بطريق الحرير الدولية ضاربة في أعماق التاريخ، ويعود ذلك إلى نهج التسامح واحترام الآخر الذي يتصف به العمانيون، وإيمانهم بأن الحوار هو الطريقة المُثلى للتعامل مع الشعوب والأمم الأخرى منذ القدم، وذلك من خلال الأدوار التي قاموا بها عبر تاريخهم الطويل والتي أصبحت اليوم موضع بحث ودراسة وتقدير.
ونحن نلتقي اليوم على هامش هذا الاجتماع؛ فإننا نستذكر المبادرة الكريمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ المتمثلة في تسخير السفينة السلطانية "فلك السلامة" عامي1990 و1991م في خدمة مشروع دراسة طريق الحرير التاريخي، هذا فضلاً عن التعاون المثمر بين عُمان ودول العالم في كافة المجالات.
جلسات اليوم الأول
تتضمن اليوم الاول للاجتماع أربع جلسات عمل أقيمت في فندق جراند ميلينيوم، تم خلالها عرض الأنشطة المتعهد بها في الدول منذ الاجتماع الثالث للشبكة من خلال ممثلي الدول المشاركة.
حيث تم خلال جلسة العمل الأولى تقرير عن أنشطة يقدمها اليونسكو ورئيس الشبكة الدولية لليونسكو، وتقديم عرض منبر طريق الحرير على الإنترنت منذ الاجتماع الثالث في باكو في عام 2017م، وكذلك الأنشطة التي قام بها رئيس الشبكة الدولية خلال الفترة المنصرمة. فيما تم خلال جلسة العمل الثانية عرض الأنشطة المضطلع بها في البلدان منذ الاجتماع الثالث للشبكة تقدمها نقاط الاتصال، بالإضافة إلى تقديم عرض منصة طرق الحرير الرقمية على الإنترنت منذ الاجتماع الثالث في باكو في عام 2017م. فيما عرض خلال جلسة العمل الأنشطة المضطلع بها في البلدان منذ الاجتماع الثالث للشبكة تقدمها نقاط الاتصال من الجمهورية الاسلامية الايرانية، العراق، الاردن، كازاخستان ،قيرغيزستان كوريا الجنوبية. 
أما جلسة الرابعة فعرض خلالها الأنشطة المضطلع بها في البلدان منذ الاجتماع الثالث للشبكة تقدمها نقاط الاتصال وتتضمن جمهورية منغوليا الشعبية، الاتحاد الروسي، جمهورية اسبانيا ،جمهورية طاجيكستان، جمهورية تركيا، جمهورية أوزبكستان.