14/12/2015
الهنائية: تتميز البيئة العُمانية بالعديد من مظاهر التنوع الأحيائي البري والبحري والساحلي.
الشقصي: سعت السلطنة ومنذ مطلع السبعينيات لإيجاد محميات طبيعية.
انطلقت صباح أمس ـ بفندق جولدن توليب - السيب حلقة عمل حول الإدارة الفاعلة للمحميات الطبيعية وإعداد ملفات الترشيح لبرنامج الانسان والمحيط الحيوي، وذلك تحت رعاية الدكتور سيف بن راشد الشقصي، المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة، وتنظمها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم والمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالدوحة، وبمشاركة خبراء من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة (RSCN) بالمملكة الأردنية الهاشمية، بالإضافة إلى مشاركين متخصصين في مجال إدارة المحميات والتنوع الأحيائي من المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وجامعة السلطان قابوس، ووزارة السياحة، وجمعية البيئة العُمانية.
تهدف الحلقة إلى التعريف بماهية محميات الإنسان والمحيط الحيوي، والفرق بينها وبين المحميات الطبيعية، ومعايير اختيارها ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي لمنظمة (اليونسكو)، وإلى التعريف بكيفية تعبئة نموذج استمارة اليونسكو لإدراج محميات جديدة ضمن البرنامج، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في المجتمع البيئي العُماني، وتقديم خبرة عملية في تطبيقات برنامج الإنسان والمحيط الحيوي.
كلمة اللجنة
بدايةً ألقت فاطمة بنت سعيد الهنائية مساعدة أمين اللجنة للعلاقات الدُولية كلمة اللجنة الوطنية العُمانية قالت فيها: "أطَلَقَت منظمة اليونسكو عام 1971م برنامج "الإنسان والمحيط الحيوي"، وهو أحد برامجها لحماية الطبيعة، وهو عبارة عن برنامج علمي رابط للمنظمات الحكومية الدولية ذات العلاقة، ويهدف إلى تعزيز العلاقة البَناءة بين البشر ومحيطهم الحيوي، وذلك من خلال الشبكة العالمية لمعازل المحيط الحيوي، وتشير الاحصاءات بأنه قد تم تسجيل ضمن هذه الشبكة العالمية أكثر من 651 موقعا من معازل المحيط الحيوي في 120 بلدا منها 28 موقع في 11 دولة عربية. وتعتبر هذه الشبكة وسيلة لتبادل المعارف وإجراء البحوث وبناء القدرات، بالإضافة إلى ترويج الممارسات الناجعة لمحميات معازل المحيط الحيوي".
ملفات الترشيح
وأكدت الهنائية أن عملية إعداد ملفات الترشيح لإدراج المحميات الطبيعية، ومن ثم تقديمها إلى لجان الفحص لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي لليونسكو لهي عملية معقدةٌ تعتمد على العديد من الشروط والمعايير. ولكن... ونظراً لما تتميز به البيئة العًمانية بالعديد من مظاهر التنوع الأحيائي البري والبحري والساحلي، التي تحظى بالحماية في بيئاتها الطبيعية وذلك من خلال سن القوانين والتشريعات التي توفر الإطار القانوني لحماية تلك المفردات وعدم التعدي على موائلها الطبيعية، مما نتج عنه الإعلان حتى الآن - بمراسيم سلطانية سامية - عن 18 محمية طبيعية في مختلف مناطق السلطنة، فقد ارتأت اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو بالدوحة على تنفيذ برامج حيوية تساعد العاملين في مجال حماية البيئة على الفهم الجيد لأساليب وطرق إدراج المحميات، وتساهم أيضا في تشجيع صناع القرار على دراسة امكانية ترشيح عدد من المحميات الطبيعية في السلطنة لتكون ضمن محميات الشبكة العالمية لمعازل المحيط الحيوي.
ومن ثم ألقى الدكتور محمد الدعيس، خبير العلوم بمكتب اليونسكو بالدوحة كلمة المنظمة قال فيها: "يأتي تنفيذ هذه الورشة في إطار جهود منظمة اليونسكو في الترويج وحماية محميات الإنسان والمحيط الحيوي في الجزيرة العربية، حيث أن منظمة اليونسكو مدركة للتنوع الحيوي الكبير في جنوب الجزيرة العربية وبالتحديد في سلطنة عُمان والجمهورية اليمنية واهمية الحفاظ عليها، كما أن للسلطنة جهوداً في هذا الجانب، وبالذات في حماية النمر العربي وموائله من الانقراض.
أوراق عمل
تضمن برنامج اليوم الاول للحلقة إلقاء ورقتي عمل، حملت الأولى عنوان " مقدمة حول برنامج الانسان والمحيط الحيوي" ألقاها يحيى خالد مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة (RSCN) بالمملكة الأردنية، عرّف خلالها بمحميات الانسان والمحيط الحيوي، ومقدمة حول برنامج الانسان والمحيط الحيوي، والمنافع والفرص منها، كما استعرض الفرق بين المحميات الطبيعية ومحميات المحيط الحيوي. وألقى محمد زعرور ورقةً ثانية بعنوان " المعايير والمواصفات"، تطرق خلالها إلى مواصفات ومعايير محميات المحيط الحيوي.
أهمية الحلقة
وقال الدكتور سيف بن راشد الشقصي، المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة: "أن هذه الحلقة تؤسس تأسيس علمي حول العلاقة بين الإنسان والبيئة المحيطة به"، وأكد أن السلطنة سعت ومنذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي لإيجاد محميات طبيعية، ووصل عددها حاليا لأكثر من 18 محمية، وبعضها مرشحة لإدراجها ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو، وأضاف: "أن المركز الوطني للبحث الميداني يقوم بدراسات تُعنى بالتنوع الإحيائي وبالتنمية المستدامة، حتى يستفيد الإنسان من البيئة المحيطة به دون إلحاق أي ضرر بها".
هذا وتتواصل صباح اليوم فعاليات حلقة العمل، حيث سيواصل المشاركون في الحلقة تسليط الضوء على محميات الانسان والمحيط الحيوي من خلال ألقاء أوراق عمل والتي سوف تتمحور حول الاعتبارات الإدارية لمحميات المحيط الحيوي، والمناطق المحيطة بها، وإدماج محميات المحيط الحيوي في الخطط التنموية الوطنية، والمراجعة الدورية من اليونسكو لمحميات المحيط الحيوي. كما سيقوم المشاركون في الحلقة صباح الغد ـ الثلاثاء ـ بزيارة ميدانية إلى محمية المناظر الطبيعية بالجبل الأخضر، بهدف الاطلاع على الغطاء النباتي بالمحمية، وكذلك الاطلاع على أهم المشاريع البحثية الميدانية التي ينفذها المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة، ومنها دراسة أشجار العتم والعلعلان، ودراسة أنواع الطيور بالمحمية، وكذلك الاطلاع على مشروع استزراع النباتات المحلية بالمحمية.