03/09/2015
اختتمت يوم أمس بجامع السلطان قابوس الأكبر الورشة التدريبية "بناء القدرات الوطنية لإعداد المشاريع المقدمة للصندوق الدولي للتنوع الثقافي باليونسكو"؛ وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 10 أعوام على اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي 2005، والتي نظمتها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع فريق العمل الوطني للصندوق الدولي للتنوع الثقافي، وشارك فيها خبراء من منظمة اليونسكو وخبراء عرب في مجال التنوع الثقافي، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من مختلف الجهات الحكومية والخاصة من داخل السلطنة.
هدفت الورشة والتي عقدت على مدى يومين متتاليين إلى التعريف باتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي 2005، والتعريف بالصندوق الدولي للتنوع الثقافي IFCD، وتوحيد الرؤى بين الجهات المحلية العاملة في مجال الثقافة وقضايا التنوع الثقافي من أجل تحديد الأطر والبرامج التي ينبغي التركيز عليها في المستقبل القريب، والتدريب على كيفية استيفاء الاستمارات الخاصة بالتقدم لمشاريع الصندوق الدولي للتنوع الثقافي، مما يسهم في قبولها واعتمادها من قبل لجنة خبراء الصندوق، والخروج بقائمة مشتركة لمشاريع محلية تعنى بقضايا التنوع الثقافي ذات فائدة قصوى وأولوية عاجلة.
تضمن اليوم الختامي للورشة جلسة عصف ذهني بين المشاركين أدارها خميس بن عبدالله الشماخي رئيس الفريق الوطني للصندوق الدولي للتنوع الثقافي؛ وذلك بهدف تسمية واقتراح مشاريع مشتركة بين الجهات المحلية يمكن التقدم بها للصندوق، ومنها المنشآت كالمدن الثقافية.
بعد ذلك قام الخبراء المشاركون المختصون في مجال التنوع بعقد جلسة عمل تدريبية بهدف تدريب المشاركين على آلية استيفاء استمارة التقديم بطلب تمويل ملفات ثقافية من قبل الصندوق الدولي للتنوع الثقافي، وخطوات تعبئتها، والصعوبات التي قد تواجه الفريق الوطني للصندوق الدولي للتنوع الثقافي عند تقديم مشاريع ثقافية إلى الصندوق الدولي، كما أجاب الخبراء على اسئلة ومداخلات المشاركين في هذا الجانب.
وقد خرجت الورشة بعدة توصيات من أهمها: عقد ورش مماثلة لبناء القدرات الوطنية في مجال التنوع الثقافي، والعمل على التعريف بالصندوق الدولي للتنوع الثقافي في السلطنة مثل عمل حلقات عمل ومحاضرات، وكذلك التعريف بالتنوع الثقافي في السلطنة على المستوى الإقليمي والعالمي، والاستفادة من اصدارات المنظمات الإقليمية والدولية، وتجارب الدول في هذا المجال. والاهتمام على إنشاء مدن ثقافية متكاملة. كما أوصت بالوقوف على شروط الصندوق الدولي للتنوع الثقافي وتحليلها قبل تقديم الملفات.
آراء المشاركين
وحول أهمية اتفاقية التنوع الثقافي2005 قال الدكتور بلال العبودي خبير اتفاقية التنوع الثقافي: "أن الاتفاقية ساهمت في إبراز القواعد العامّة للسياسات الثّقافيّة، وأهداف العمل الثّقافي بصفة واضحة، وكذلك اعتبار قطاع الثّقافة قطاعاً وطنياً من مشمولات كلّ دولة حسب خصوصياتها الثّقافيّة، وأولوياتها، ومقدراتها الذّاتيّة. كما تساهم الاتفاقية في تقديم المساعدات الماليّة العموميّة بصفة مباشرة أو غير مباشرة، وتشجيع الأنشطة والمنتجات والخدمات الثّقافيّة الوطنيّة فيما يتعلّق بالإبداع والإنتاج والتّوزيع، والنّهوض بالصناعات الثّقافيّة والشركات الثّقافيّة المتوسّطة والصغرى، وتشجيع ودعم الفنّانين وسائر المهنيين والفاعلين في القطاع الثّقافي لتعزيز مساهمته في النتاج الثّقافي الوطني.
وأوضح محمد بن أحمد العامري مشارك من الهيئة العامة للصناعات الحرفية: "أن السلطنة تقدمت مسبقاً بعدة ملفات ثقافية للصندوق الدولي للتنوع الثقافي ولم يحالفها الحظ في قبولها، ومن خلال هذه الورشة وبوجود كلا من د. فيرديناند ريتشارد ، والدكتور بلال العبودي الخبيرين في مجال اتفاقية التنوع الثقافي؛ زادت معرفتنا حول آلية تقديم طلبات تمويل مشاريع ثقافية من الصندوق الدولي للتنوع الثقافي، وضرورة أن تكون البيانات دقيقة وواضحة عند التقدم بأي طلب للصندوق مستقبلا. وقد استفدنا كثيراً من أطروحات الدكاترة.
وعبر يونس بن جميل النعماني من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم عن بالغ سعادته لنجاح هذه الورشة التدريبية حول بناء القدرات الوطنية لإعداد المشاريع المقدمة للصندوق الدولي للتنوع الثقافي باليونسكو قائلاً: "أن مثل هذه الورش التدريبية مهمة جداً لتنوير القائمين على الشأن الثقافي في السلطنة على كيفية التعامل مع المنظمات الدولية، الأوراق المقدمة عميقة ودقيقة في نفس الوقت، وتصب في الأهداف المنشودة، كما أن تفاعل المشاركين من خلال أسئلتهم واستفساراتهم، وكذلك اقتراحاتهم أثرى الورشة، وأتمنى أن تتواصل هذا الجهود بين المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالشأن الثقافي في السلطنة، فهي بمثابة شراكة حقيقة بما يحقق السمعة الطيبة للسلطنة".