الخبر

ورشة العمل التدريبية الوطنية حول المؤشرات التربوية وكيفية قياسها

18/08/2015


• بدر الحارثي: أهمية المؤشرات التربوية تكمن في وضع صورة كلية للنظام التربوي من خلال الوصف الصادق لهذا النظام
• علي رحال: حرصت الإيسيسكو على دعم جهود دولها الأعضاء في تطوير منظومتها التربوية والثقافية والعلمية

انطلقت صباح أمس  بفندق سيتي سيزن – الخوير - أعمال ورشة العمل التدريبية الوطنية حول المؤشرات التربوية وكيفية قياسها، والتي تنظمها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع منظمة (الإيسيسكو)، بمشاركة خمسة وعشرين مختصاً من العاملين في الإدارات التربوية المختصة بالتخطيط وقياس المؤشرات التربوية، ومعلمين من مختلف المحافظات التعليمية بالسلطنة، وتستمر على مدى ثلاثة أيام.
رعى حفل افتتاح الورشة محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العُمانية، وتهدف إلى تنمية مهارات المشاركين في مجال قياس المؤشرات التربوية وتدريبهم على أحدث الطرق في جمع وتحليل المعلومات الخاصة بأداء النظام التربوي وفقا للأهداف التربوية الموضوعة، وتعريفهم على نماذج وطنية مختلفة في مجال قياس المؤشرات التربوية والاستفادة منها، وتعزيز معارف المشاركين وخبراتهم في مجال التخطيط لتطوير السياسيات التعليمية، واتخاذ القرار التربوي السليم استنادا إلى معطيات علمية حديثة يتم تطويعها وفقا للخصوصية الوطنية. 
تضمن برنامج حفل الافتتاح كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقاها بدر بن سليمان الحارثي مدير دائرة التربية باللجنة قال فيها: "لقد برهنت التجارب على أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا تتحقق ما لم يخطط لها وفق أهداف ومؤشرات محددة، والتخطيط في أبسط تعريفاته هو ذلك الجهد الواعي والنشاط المدروس المتقن المعتمد على بيانات ومؤشرات تنقلك من وضعك الحالي إلى وضع تطمح إليه، وهو عملية تبدأ بالتفكير الخلاق ثم التطلع إلى المستقبل مع الاستعانة بالحاضر واستحضار الماضي بهدف الوصول إلى نهاية معينة، شريطة بيان وتوضيح كيفية الوصول إلى تلك الغاية، وذلك من خلال البيانات والمؤشرات.
وأكد أن أهمية المؤشرات التربوية تكمن في وضع صورة كلية للنظام التربوي من خلال الوصف الصادق لهذا النظام، وبالتالي تعمل على توفير البيئة المناسبة والأرض الصلبة لاتخاذ القرار التربوي السليم والتخطيط في عملية تطوير السياسات التعليمية، من خلال إبراز جوانب القوة وأوجه الضعف، وبما يتيح وضع الحلول المناسبة لمعالجة نواحي الخلل والقصور. كما توفر المؤشرات التربوية المجال لعقد مقارنة للأوضاع التعليمية في المناطق المختلفة بالدولة، كما تتيح الفرصة لمقارنة الأوضاع التعليمية في الدولة مع غيرها من الدول خاصة المتقدمة منها، مما يوضح مدى التطور والتحسن القائم، وكذلك المرغوب تحقيقه.
عقب ذلك ألقى الدكتور علي رحّال ممثل منظمة الإيسيسكو كلمة المنظمة قال فيها: " تتوجه الإيسيسكو بجزيل الشكر وعميق الامتنان لسلطنة عمان حكومة وشعبا على دعمها المخلص والمتميز لأنشطة وجهود المنظمة في خدمة الأهداف الحضارية للعالم الإسلامي، وبما يدعم جهود التنمية المستدامة في الدول الأعضاء للمنظمة". وأكد " تأتي هذه الورشة في إطار أنشطة الإيسيسكو للمساهمة في الاحتفال بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لعام 2015، لتأكيد جدارتها بهذه المكانة وبما يبرز وجهها الحضاري والتاريخي المتألق كنموذج للنهضة الحديثة والتطور الشامل الذي تشهده السلطنة لكل جوانب الحياة مما وضعها في مقدمة الدول العصرية على مستوى المنطقة والعالم. وأضاف "حرصت الإيسيسكو منذ تأسيسها عام 1982م على دعم جهود دولها الأعضاء في تطوير منظومتها التربوية والثقافية والعلمية من خلال ورش عملها التخصصية ودوراتها التدريبية ومنتدياتها ومؤتمراتها النوعية، وقد حظي القطاع التربوي بالأولوية في أنشطة المنظمة انطلاقا من إيمانها بأن التطوير التربوي هو أساس التطور المجتمعي والمحرك الرئيس لخطط التنمية المستدامة، كونه يوفر الموارد البشرية المؤهلة لقيادة وتنفيذ برامج التطور الشامل في المجتمع، كما أعطت الإيسيسكو أهمية خاصة لقضايا جودة التعليم من خلال تعزيز مهارات الكوادر العاملة في إدارة وتطوير عناصر العملية التعليمية بدءا من المناهج والإشراف التربوي مرورا بالمدارس وصولا لتعزيز الوسائل التربوية والاستفادة من التقنية الحديثة في تطوير مخرجات العملية التعليمية.
عقب ذلك قدم الدكتور عادل أبو العز أحمد - الخبير الخارجي -  ورقة علمية بعنوان آلية قياس المؤشرات التربوية وتأثيرها في تحسين التخطيط لتطوير السياسات التربوية تطرق خلالها إلى أهداف ورشة العمل، وتعريف المؤشرات التربوية وأهميتها، وآلية استخدام المؤشرات التربوية،  كما تطرق إلى خصائص المؤشرات التربوية الجيدة وتصنيفها.
ثم قدم زايد بن مسلم السيابي مشرف إداري بدائرة تطوير الأداء المدرسي ورقة علمية تناول فيها تقريراً حول الصعوبات والتحديات التي تواجه قياس المؤشرات التربوية في سلطنة عمان وكيفية التغلب عليها، كما تناولت الورقة نبذة عن البوابة التعليمية كونها أحد مصادر البيانات والمؤشرات التربوية في وزارة التربية والتعليم وأهم تطبيقاتها، وتحدث السيابي إلى أهم المؤشرات التربوية التي اقترحتها المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية لبناء مؤشرات تربوية وطنية.
أما ماجد بن سعيد العامري فعرض التجربة الوطنية العمانية في مجال قياس المؤشرات التربوية وهي الخريطة المدرسية الرقمية، وأشار بأنها أداة من أدوات التخطيط التربوي، وتهدف لدراسة واقع العملية التعليمية، والتعرف على احتياجاتها المستقبلية، كما تهدف لمزج المعطيات والبيانات السكانية والاجتماعية والإحصائية لإنتاج معلومات واقعية ودقيقة وموثوقة عن المدارس وعن بيئتها الجغرافية والسكانية.