الخبر

بمناسبة الاحتفال بيوم المخطوط العربي السلطنة تحتفي بالمخطوطات العمانية المهاجرة

08/04/2019

 

  • تهدف الندوة إلى الاطلاع على أسباب وطرق انتقال المخطوطات العُمانية خارج حدود موطنها الأصلي.
  • آمنه البلوشية: تزخر الأراشيف ودور الوثائق والمتاحف في دول العالم بنفائس المخطوطات العربية الإسلامية.

كتب: محمد العبري

     احتضنت قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر صباح أمس ـ الأحد ـ الندوة العلمية حول المخطوطات العمانية المهاجرة، وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم المخطوط العربي الذي يصادف 4 إبريل من كل عام والذي حمل هذا العام شعار ”المخطوطات المُهجَّرة”، والتي تنظمها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مركز ذاكرة عُمان؛ بهدف تسليط الضوء على المخطوطات العمانية المُهجرّة، وتعميق الوعي بأهميةِ المخطوطات في الحياة الثقافية والفكرية، والاطلاع على أسباب وطرق انتقال المخطوطات العُمانية خارج حدود موطنها الأصلي، وكذلك لمناقشة الآراء والمقترحات التي من شأنها خدمة التراث الوثائقي والفكري العُماني.

حفل افتتاح الندوة

      رعى حفل افتتاح الندوة محمد بن سليّم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية، بحضور عدد من المعنيين من الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بالتراث الوثائقي. واشتمل حفل الإفتتاح على كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقتها آمنة بنت سالم البلوشية مساعدة أمين اللجنة لقطاعي التربية والعلوم قالت فيها: "... كما هو معلوم لديكم ما تشكله المخطوطات من أهميةٍ حضاريةٍ في حفظ ذاكرة الشعوب والأمم، وقد أعطى العرب منذ العصور الإسلامية الأولى المخطوطات، والكتب والمكتبات عنايةً كبيرة، وبخاصة في العصر العباسي؛ حيث ازدهرت حركة الترجمة والتأليف، وأقبل الناس على النسخ وشراء الكتب واقتنائها والعناية بها، وقد حفلت المؤلفات العربية بكثير من المنثور والمنظوم".

الأراشيف ودور الوثائق

     وأكدت في كلمتها بأن الأراشيف ودور الوثائق والمتاحف في دول العالم تزخر بنفائس المخطوطات العربية الإسلامية، وقد بذلت جهود كبيرة في العصر الحديث لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المخطوطات التي سلمت من الكوارث والنكبات، وعرف العالم أهمية إنقاذها وحمايتها، وترميمها، والحرص عليها؛ نظراً لما تحويه من فكر خلاق في العلوم الطبيعية والصيدلانية والرياضية والفلكية والكيميائية والأدبية واللغوية والإنسانية وغيرها، لعبت دوراً بالغ الأهمية في قيام النهضة الأوربية، بعد أن اطلع الأوربيون عليها، ونقلوا جزءاً كبيراً منها إلى لغاتهم الوطنية، مما جعلهم يتقدمون خطوات كبيرة إلى الأمام في مضمار الرقي والازدهار.

مخطوطات عمانية مهاجرة

     كما أشارت إلى أهمية المخطوطات العُمانية المهاجرة التي تتواجد في أماكن متفرقة من العالم، وما تمثله هذه المخطوطات من معلومات مهمة جدا تخدم الفكر والتاريخ والتراث العُماني، وعليه؛ ندعو الجميع إلى الاستمرار في بذل الجهود على كافة المستويات الوطنية للتعريف بأهمية المخطوطات العمانية عامة والمهاجرة خاصة في حياة كل أمة، ومتابعة السعي لاقتنائها، ورعايتها، وحفظها، وترقيمها، والتعريف بها وفق أفضل السبل والوسائل، وإنشاء المكتبة الرقمية للمخطوطات، التي تعد ذاكرة الأمة.

تدشين مجلة الذاكرة

     ثم تم تدشين العدد الأول من "مجلة الذاكرة"، وهي مجلة فصلية تراثية تصدرها مؤسسة ذاكرة عُمان، وتُعنى بالتراث الفكري العُماني، كما تضم العديد من الأبحاث والمقالات الخاصة بالشأن التراثي والثقافي العُماني، بالإضافةِ إلى موادٍ خبرية عن المشهد الثقافي للسلطنة في مجالات التراث الفكري.

جلسات وأوراق عمل

     اشتمل برنامج الندوة جلستي عمل، ترأس جلسة العمل الأولى الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير دائرة قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العمانية، تضمنت ثلاث أوراق عمل، حملت الورقة الأولى التي ألقاها الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي عنوان: "هجرة المخطوط العماني ـ كتاب الفوائد في أصول علم البحار والقواعد"، تطرق خلالها إلى استعراض خمس نسخ من هذا المخطوط في المكتبات العربية والعالمية، كما أشار في ورقته إلى كتب ابن ماجد، حيث جاء القائد العثماني حسين الريس إلى المنطقة في بداية الخمسينيّات من القرن السادس عشر، وعكف على مؤلفات ابن ماجد  لمدّة سنتين في الهند، ليعود إلى بلاده ليفصح عن كتابه "المحيط في علم الفلك" ناقلا في كتابه بالنص عن مؤلفات ابن ماجد وسليمان المهري.

     بينما قدم فهد بن علي السعدي الورقة الثانية وعنونها بـ"طرق انتقال المخطوطات العمانية إلى الخارج"، أكدّ فيها بأن العديد من دور المخطوطات العالمية تحتفظ بعدد هائل من المخطوطات العمانية، وانتقلت إليها بطرق مختلفة كالإهداء والإقتناء والاستنساخ والشراء.

واختتم الدكتور أحمد بن محمد الرمحي جلسة العمل الأولى بورقتة "المخطوط اللغوي العماني خارج بيئته"، تحدث فيها عن المخطوط اللغوي العماني خارج البيئة العمانية، ودور تلك البيئة في بناء منهج هذا المخطوط وفق الفنَّ الذي يتحدث عنه، ووفق الظروف البيئية خارج عُمان كالمؤثرات العلمية والفكرية وغيرها. كما تحدث في ورقته عن التأثيرات التي تتركها المؤلفات في الحراك العلمي خارج موطنه الأصلي.

جلسة العمل الثانية

     ثم ترأس يونس بن جميّل النعماني رئيس قسم الثقافة باللجنة الوطنية جلسة العمل الثانية، وتضمنت ثلاث أوراق عمل، كانت الاولى بعنوان: المخطوطات المهاجرة "إشكالية المفهوم والدلالة"، وقدمها سلطان بن مبارك الشيباني، تناول فيها اصطلاح "المخطوطات المهاجرة" ودقّة هذه الاصطلاح، ودلالته على المعني المرادف له، وعلى ماذا يشتمل وماذا يخرج منه. كما ضرب في ورقته العديد من الأمثلة على المخطوطات العمانية المهاجرة لأجل الوصول إلى دلالة واضحة لهذا المصطلح.

أما الورقة الثانية فكانت حول مبادرة: "نحو خزانة رقمية للمخطوطات العمانية المهاجرة"، قدمها الدكتور صالح بن سليمان الزهيمي، تمحورت حول إنشاء منصة رقمية وطنية تجمع مختلف أنواع المخطوطات العمانية في مختلف العلوم، حيث تم إنشاؤها وفق المعايير الدولية، ووفق فهرس وطني موحد، وسوف تكون متاحة للجميع مع مراعاة سياسة الإتاحة لكل مؤسسة.

واختتمت الجلسة بعرض مرئي من شركة عكاسة للإنتاج الفني لكواليس من برنامج مخطوطات مهاجرة.

 

تقرير تلفزيون 📺 حول الندوة العلمية