27/10/2016
خرج الملتقى التربوي الإقليمي لمسؤولي المناهج ومعدي المقررات المدرسية حول التحول الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية بعدد من التوصيات أهمها حث الدول الأعضاء على وضع خطط واضحة المعالم واستراتيجيات ومعايير محدده حول التحول الرقمي وفقا لإمكانات كل دولة، والاهتمام بتدريب القيادات التربوية والتعليمية اللازمة في المجالين التقني والتكنولوجي والقادرة على التعامل مع مضامين المناهج والمقررات الدراسية إضافة إلى تأهيل وتدريب الموارد البشرية . كما أوصى الملتقى على أهمية التأكيد على المعايير الأخلاقية والثوابت الانتمائية في عمليات التحول الرقمي للمناهج، وتشجيع المبادرات الإبداعية الجماعية والفردية في إطار التعامل مع التكنولوجيات الاتصالية الحديثة لتعزيز المناهج الرقمية.
جاء ذلك في ختام الملتقى يوم أمس- الأربعاء – بفندق إيبيس – بمحافظة مسقط، والذي نظمته اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع منظمة "الإيسيسكو" على مدى ثلاثة أيام، وبمشاركة عدد من المتخصصين في إدارات المناهج والمقررات المدرسية، والمخططين التربويين والمتخصصين في تقنيات المناهج والمقررات المدرسية الرقمية من مختلف الدول العربية بالإضافة إلى مشاركين من المديرية العامة لتطوير المناهج بالإضافة إلى مشاركين من مختلف المحافظات التعليمية بالسلطنة، وهدف إلى بحث ودراسة الأطر العلمية لمناهج التحويل الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية في إطار توفير التعليم التفاعلي، ومناقشة التحديات والصعوبات التي تواجهها عملية التحويل الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية في العالم الإسلامي، والوقوف على المستجدات العالمية في مجال التعليم التفاعلي الرقمي، وكذلك الاطلاع على التجارب العالمية الناجحة في مجال التحويل الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية .
تضمن اليوم الختامي لأعمال الملتقى ثلاث جلسات عمل، الأولى منها مفتوحة وتمحورت حول التحديات والصعوبات التي يواجهها التحول الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية وترأسها الدكتور عبدالله الخروصي من وزارة التربية والتعليم، تم خلال الجلسة تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، مجموعة التكنولوجيات والمعلومات ومجموعة المناهج والمقررات الدراسية، ولخصّ المشاركون هذه التحديات في تأهيل وتدريب الموارد البشرية، والثقافة المعلوماتية، وعدم وجود معايير واضحة للتحول الرقمي في مجال التخطيط والتطوير والتنفيذ وتقويم المناهج الدراسية، والبنى التحتية كالأجهزة والشبكات والخوادم والدعم الفني، وكذلك البرمجيات ونظم إدارة المحتوى التعليمي. أما الجلسة الثانية ترأسها الدكتور عماد عبدالعزيز وكانت بعنوان "بلورت التصورات المستقبلية حول التحول الرقمي للمناهج والمقررات المستقبلية بالاستفادة من التجارب العالمية الناجحة". وفي الجلسة الختامية تم عرض ومناقشة التقرير الختامي للملتقى، وكذلك التوصيات والمقترحات التي خرج بها المشاركون.
وحول جهود منظمة الإيسيسكو في دعم التحول الرقمي للمناهج في دول أعضاء المنظمة قال الدكتور عبدالعزيز الجبوري خبير بالمنظمة: "يأتي اهتمام المنظمة بهذا الجانب في إطار تفعيل جهود المنظمة لتعزيز إمكانات الدول الإسلامية الأعضاء في تطوير إمكاناتها التكنولوجية الهادفة إلى تطوير منظوماتها التعليمية إلى مستويات عالمية وفاعلة من خلال تطوير العملية التعليمية وتحويل مساراتها إلى التعليم التفاعلي الرقمي، حيثُ أثبتت العديد من التجارب العالمية نجاح وفاعلية هذا النوع من التعليم في إكساب المتعلمين المهارات والخبرات المعرفية"
أما محمد بن خميس اليحمدي المدير المساعد للمحتوى الإلكتروني بالمديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم أكد أن الوزارة لم تغفل عن أهمية إيجاد مناهج ومقررات دراسية تتناسب مع الثورة التقنية والمعلوماتية، حيث تم بناء محتويات تعليمية تفاعلية مساندة للمناهج الدراسية ومنها الأنشطة والأفلام التعليمية؛ والتي تم إعدادها من قبل متخصصين في هذا المجال، كما تم بناء مكتبة إلكترونية لجميع المناهج من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر ومتاحة للمتعلمين من خلال الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، والسبورات التفاعلية المتوفرة في مدارس السلطنة، كما تم بناء عدد من التطبيقات للهواتف الذكية يستفيد منها الطلبة والمتعلمين في العملية التعليمية، ويمكن الوصول لهذه المحتويات الإلكترونية من خلال موقع تقنيات التعليم على البوابة التعليمية لسلطنة عمان.
وتحدث سمير بن خليفة المعمري من تعليمية محافظة الظاهرة عن أهمية التحول الرقمي للمناهج في ظل الثورة المعلوماتية وذلك لمواكبة التطور التقني وأيضا لعدم حصر المنهج المدرسي خلال ساعات الدوام الرسمي للطلبة، وجعله متاحاً للمتعلمين وبمختلف الأوقات.