الخبر

بمشاركة خبراء من اليونسكو انطلاق المرحلة الثانية من مشروع المدارس الخضراء

29/03/2016

انطلقت صباح الأمس ورشة عمل حول مشروع المدارس الخضراء والتي تنظمها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالدوحة بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر، وذلك تحت رعاية المكرم الدكتور راشد بن عبدالله اليحيائي عضو مجلس الدولة - عميد كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس، وبحضور عدد من مديري ومعلمي المدارس المستهدفة لتنفيذ المشروع، وتستمر لمدة ثلاثة أيام.

يأتي انعقاد هذه الورشة ضمن المرحلة الثانية لهذا المشروع، بعد نجاح المرحلة التجريبية والتي تم تنفيذها خلال العامين 2015 –  2016م في ثلاث مدارس، لتشمل الخطة توسيع المشروع خلال العامين 2016 – 2017م بإضافة عشر مدارس جديدة للبنين والبنات من مختلف المحافظات التعليمية بالسلطنة، حيث ستركز هذه المرحلة على تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم الطلاب والبيئة المدرسية بشكل مباشر، وكتلك المتعلقة بتوفير الطاقة، وترشيد استخدام المياه، وتدوير النفايات وغيرها من البرامج الحيوية.

 

كلمة اللجنة

تضمن حفل افتتاح الورشة كلمة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقاها سليمان بن خلفان المبسلي مدير دائرة قطاع العلوم باللجنة قال فيها: " إن فكرة مشروع المدارس الخضراء جاءت ضمن إطار تفعيل توصيات ومقترحات العقد الدولي للتربية من أجل التنمية المستدامة المرتبطة بخطة العمل العالمي لما بعد 2015م، ويقصد بالتربية من أجل التنمية المستدامة، إدراج قضايا التنمية المستدامة الرئيسية مثل تغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث والتنوع البيولوجي، والحد من الفقر والاستهلاك المستدام في التعليم والتعلم مدى الحياة. لذلك تم صياغة أهداف المدارس الخضراء لتكون منسجمة مع مبادئ وأهداف التربية من أجل التنمية المستدامة وهي تعزيز المعارف والمهارات والقيم، وإعداد جيل يتحمل المسئولية، واكساب مهارات التعلم مدى الحياة، تفعيل الشراكات مع شرائح المجتمع المختلفة، وتعزيز المحافظة على المكتسبات والموروثات العمانية، وكذلك تشجيع الابتكار وريادة الأعمال.

 

المرحلة الأولى

وأضاف قائلا: "انطلقت المرحلة الأولى من تطبيق مشروع المدارس الخضراء خلال شهر يناير 2015م وشملت ثلاث مدارس وهي: مدرسة أصيلة بنت قيس بمحافظة مسقط، ومدرسة نصراء بنت الإمام ناصر اليعربية بمحافظة الداخلية، ومدرسة الإمام ناصر بن مرشد للتعليم ما بعد الأساسي بمحافظة جنوب الباطنة، وقد بدأ المشروع بتنفيذ عدد من والبرامج والأنشطة ذات طابع الاستدامة والتي تستهدف كل من الطلبة والمعلمين والإداريين داخل المدرسة وأولياء الأمور من أجل توعيتهم بمفهوم الاستدامة والتربية من أجل التنمية المستدامة، ومن أمثلة هذه البرامج: إعادة استخدام المياه الرمادية، توسيع الحديقة المدرسية، إنشاء حاضنات زراعية، تدوير النفايات، صناعة السماد من المخلفات، ترشيد استهلاك الطاقة، وغيرها من البرامج والأنشطة التي تساهم في إكساب الطلبة المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم الأخلاقية المتعلقة بالبيئية المدرسية ومحيطها.

 

مدارس جديدة

وأكد المبسلي قائلاً: ".. ونظرا لنجاح مشروع المدارس الخضراء الذي تم تنفيذه في المدارس الثلاث خلال العامين 2015 –  2016م، فقد ارتأت اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم المضي قدما في توسيع المشروع خلال خطة العامين 2016 – 2017م لتشمل إضافة 10 مدارس للبنين والبنات، وذلك بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالدوحة، وبشراكة من القطاع الخاص، وسوف تركز هذه المرحلة على تنفيذ العديد من المشاريع ذات طابع الاستدامة التي تخدم الطلاب والبيئة المدرسية بشكل مباشر، كتلك المتعلقة بتوفير الطاقة، والاقتصاد في استخدام المياه، وتدوير النفايات وغيرها من البرامج الصديقة للبيئة.

 

كلمة مكتب اليونسكو بالدوحة

كما ألقى الدكتور أنور السعيد الخبير بمكتب اليونسكو بالدوحة كلمة المكتب تحدث من خلالها عن أهمية هذا المشروع في الاستدامة، وأكد أن الاستدامة لا تعني عمل مشاريع صغيرة في المدرسة وإنما تكمن أهميتها في تفعيل المنهاج المدرسي لتتحول المعلومة إلى سلوك، وإلى تكوين شخصية مستقبلية تعكس فيها مظاهر الاستدامة، أي أن يصبح سلوك الفرد مستدام وصديق للبيئة وبالتالي ينعكس إيجابيا على المجتمع ويصبح له هوية مستدامة.

 

جلسة وأوراق عمل

تضمن اليوم الأول للورشة جلسة عمل بعنوان: مبادرة المدارس الخضراء في ضوء برنامج العمل العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة ألقى خلالها عددٌ من أوراق العمل، حيث ألقت الورقة الأولى د. مي يونغ تشوي من مكتب اليونسكو بجاكرتا بعنوان مبادرة المدارس الخضراء في شرق آسيا، تحدث خلالها عن بداية تنفيذ مشروع المدارس الخضراء في إندونيسيا بمبادرة ودعم من مكتي اليونسكو بجاكرتا وبعض منظمات مجتمع المدني، حيث نفذ المشروع بصورة أولية في 20 مدرسة، وركز المشروع على عدد من القضايا منها تدوير النفايات، والتنوع الحيوي والاجتماعي، والغابات، والمياه.

وألقى الورقة الثانية د.عبدالله أمبوسعيدي عميد الدراسات العليا وأستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس وكانت بعنوان مبادرة المدارس الخضراء في سلطنة عمان،  وقال بأن هذه الورشة امتداد لورش مماثلة سابقة، وتحدث عن آلية اختيار المدارس لتنفيذ هذا المشروع فيها، كما تحدث عن الشراكة بين اللجنة الوطنية ومنظمة اليونسكو والقطاع الخاص في تنفيذ المشروع، وتحدث عن الخطوات الإجرائية في تنفيذ المشروع، وأهمية التوسع في مدارس أخرى مستقبلا. وتضمنت ورقته تعريف المشاركين بمشروع  المدارس الخضراء في سلطنة عمان والتي بدأت في عام 2014م كتخطيط وعام 2015م كتنفيذ في ثلاث مدارس في كل من محافظات مسقط، والداخلية، وجنوب الباطنة، كما تهدف الورقة إلى تعريف المشاركين بمتطلبات الانضمام إلى المشروع بالنسبة للمدارس الجديدة، واختتم ورقته ببعض الإرشادات التي يجب على المدارس المستهدفة اتباعها لتنفيذ المشروع وتحقيق أهدافه.

أما الورقة الثالثة ألقاها د. سالم بن علي الجابري أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس بعنوان الاستفادة من المياه الرمادية، عرّف خلالها المياه الرمادية وإمكانية استخدامها على مستوى المنزل والمدرسة والمسجد، كما هدفت الورقة إلى تعريف المشاركين بآلية وطرق الاستفادة منها، وطريقة معالجتها بأسلوب مبسط وغير مكلف، وكيفية أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث تلوث للتربة، كذلك التعرف على تجارب قامت بها جامعة السلطان قابوس ( ممثلة في قسم علوم التربة والمياه والهندسة الزراعية) في هذا المجال.

واختتمت الجلسة بمناقشات بين المشاركين ومقدمي اوراق العمل والمعنيين بتنفيذ المشروع من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وخبراء اليونسكو تمحورت حول كيفية تنفيذ المبادرة تخدم التنمية المستدامة، كما تطرق المشاركون الى التحديات التي ستواجه المدارس في تنفيذ المشروع واهمية اشراك القطاع الخاص في تنفيذه.

هذا وتتواصل صباح اليوم أعمال الورشة والتي ستتضمن جلسة عمل بعنوان اعتماد مبادرة المدارس الخضراء في سلطنة عمان: التطبيق والتوجيه، يواصل خلالها المشاركون القاء عدد من اوراق العمل، كما يستعرض القائمون على مشروع المدارس الخضراء في المدارس الثلاث المنفذة للمشروع في المرحلة الأولى منه على تجربتهم وبعض المشاريع التي تم تنفيذها في المدراس بنجاح.