الخبر

استهدفت المسؤولين والمخططين التربويّين لمرحلة التعليم ما قبل المدرسي ورشة عمل حول تعزيز دمج التربية ما قبل المدرسية في المنظومة التّربوية

14/12/2015

البحرانية: التعليم خلال مرحلة الطفولة المبكرة من الأولويات الرئيسية في عُمان.

رّحال: حظي قطاع التربية باهتمام خاص في أنشطة منظمة الإيسيسكو.

تهدف الورشة إلى تعزيز قدرات المسؤولين على وضع استراتيجية وطنية.

 

في إطار الاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2015 عن المنطقة العربية، بدأت صباح أمس  في فندق مجان  بمسقط ورشة عمل وطنية للمسؤولين والمخططين التربويّين حول تعزيز دمج التربية ما قبل المدرسية في المنظومة التّربوي، والتي تنظمها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، ودائرة التعليم قبل المدرسي بوزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، وبمشاركة عدد من المسؤولين عن التخطيط التربوي والتعليم ما قبل المدرسي والتعليم الأساسي بوزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وجامعة السلطان قابوس، وبعض الخبراء المهتمين بتنمية الطفولة المبكرة في التربية ما قبل المدرسية في سلطنة عُمان، و تستمر لمدة ثلاثة أيام.

تهدف الورشة إلى تعزيز قدرات المسؤولين التربويين العاملين في التخطيط التربوي على وضع استراتيجية وطنية، لدمج التربية ما قبل المدرسية في المنظومة التربوية الرسمية في سلطنة عُمان، وتعزيز معارف ومهارات المسؤولين عن برامج التنسيق والتكامل بين الجهات الحكومية والأهلية، ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالطفولة، وضمان متابعة التطورات العلمية في مجال تنفيذ دمج مرحلة التربية ما قبل المدرسة في المنظومة التربوية، كما تهدف إلى مساعدة مسؤولي التخطيط التربوي في الإدارات المركزية على وضع خطط متكاملة للتدريب والتأهيل واضحة الملامح والتوجهات والأهداف وذات مراحل محددة.

محاور الورشة

يناقش المشاركون في الورشة عدد من المحاور أبرزها؛ الآليات المعتمدة لبرامج التربية ما قبل المدرسة في المنظومة التربوية، أحدث التوجهات العالمية في مجال دمج التربية ما قبل المدرسة في المنظومة التربوية العامة وسبل الاستفادة منها في السلطنة، ونتائج دمج التربية ما قبل المدرسية في المنظومة التربوية العامة في مرحلة التعليم الأساسي، وعرض وتحليل تجارب ونماذج واقعية لعملية الدمج المطبقة في بعض المناطق التعليمية  في السلطنة .

كلمة اللجنة

بداية تلت الطالبة ملك بنت صالح المحروقية من مدرسة اقرأ لتحفيظ القرآن الكريم الخاصة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقت وداد بنت عبدالله البحرانية مديرة مساعدة بدائرة قطاع التربية باللجنة الوطنية العٌمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة اللجنة قالت فيها: " لقد شهدت خطط التنمية في السلطنة تجسيدا للاهتمام بالطفولة في مختلف المجالات المرتبطة بتنمية الأطفال في هذه المرحلة، وما تليها من مراحل، تحديدا وخاصةً في مجالات التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية، واستطاعت السلطنة أن تحقق مستويات متقدمة خاصة في تلك المرتبطة بالأهداف الانمائية للألفية، حيث تم اسناد مهمة تقديم الخدمات التربوية والتعليمية قبل المدرسة للقطاع الخاص وبعض الجهات الحكومية والتطوعية، وذلك بهدف اكساب الاطفال معارف ومهارات وسلوكيات تسهل مهمة انتقالهم للتعليم الاساسي النظامي وتزيد من قابليتهم وقدراتهم على التعلم ورفع معدلات تحصيلهم الدراسي".

أولوية رئيسية

وأضافت البحرانية: " لقد أصبح التعليم خلال مرحلة الطفولة المبكرة من الأولويات الرئيسية في عُمان، ويتضح ذلك من خلال القرارات المتخذة من قبل وزارتي التربية والتعليم والتنمية الاجتماعية بشأن تنظيم الخدمات الموفرة للأطفال الصغار. حيث تضمنت الأهداف الشاملة للسياسة الوطنية للسكان في سلطنة عُمان (٢٠٢٠) أهمية رعاية الأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وشددت على الجهود المزمع بذلها من خلال الإجراءات الحكومية المختلفة؛ لتعزيز برامج تنمية الأطفال وحمايتهم وإسراع وتيرتها. وتعد الحملة الوطنية للاتصالات والتوعية بأهمية التعليم قبل المدرسة من الإجراءات الحكومية الهامة لتحريك المجتمع وتوعيته بأهمية التعليم بما في ذلك التعليم خلال مرحلة الطفولة المبكرة لتحقيق الأهداف التنموية المرجوة للأطفال. 

كلمة الإيسيسكو

ثم ألقى الدكتور علي رحّال ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)  كلمة المنظمة نقل خلالها تحيات معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري مدير عام المنظمة للمشاركين في الورشة، حيث قال : "حرصت المنظمة ومنذ تأسيسها عام 1982م على دعم جهود الدول الاعضاء في تطوير منظومتها التربوية والعلمية والثقافية، وحظي قطاع التربية باهتمام خاص في أنشطة المنظمة، انطلاقا من إيمانها بان المنظمة التربوية هي القاعدة الراسخة لتطور المجتمع والمحرك الرئيسي لخطط التنمية المستدامة، كما تهتم بدعم جهود الدول الأعضاء لتعزيز دمج التربية ما قبل المدرسة في المنومة التربوية، من حيث تهيئة الأطر اللازمة وتزويدها بالمهارات والخبرات الحديثة لتحقيق عملية الدمج، وكذلك توفير المناهج وأساليب التدريس والتقنية المناسبة لتلك المرحلة  العمرية وتيسير دخول الأطفال مرحلة التعليم المدرسي. كما تعمل الإيسيسكو من خلال المؤتمرات الدورية للوزراء والمسؤولين المعنيين بالطفولة المبكرة على مناقشة احتياجات الأعضاء في هذا الجانب ووضع خطط لتطوير هذه المرحلة بما ينهض بواقعها ويجعل مستقبلها اكثر إشراقا".

أوراق عمل

تضمن برنامج اليوم الأول للورشة جلسة عمل  ترأستها فايزة الغيلانية، أُلقي خلالها عدداً من أوراق العمل، ألقى الورقة الأولى الدكتور عادل أبو العز أحمد سلامة ـ خبير خارجي ـ بعنوان " المناهج والبرامج التعليمية المعززة لدمج التربية ما قبل المدرسة في المنظومة التعليمية"، تطرق خلالها إلى معايير اختيار المناهج الخاصة برياض الاطفال بما يتناسب مع مرحلتهم العمرية، ووضع شروط محددة للمناهج  ومنها ملائمة المنهج لخصائص الطفل وقدراته مع عدم إهمال إحتياجات الطفل واهتماماته، وأشار لبعض التقنيات التعليمية المناسبة عند تدريس الاطفال ومنها استخدام الألوان والأشكال. أما الدكتور داوود ماهر محمد ـ خبير خارجي ـ قدم الورقة العلمية الثانية  والتي كانت بعنوان: "أحدث التوجهات العالمية في مجال دمج التربية ما قبل المدرسة في المنظومة التربوية العامة وسبل الاستفادة منها في سلطنة عُمان"، كما أكد حول أهمية تعزيز التربية ما قبل المدرسة من خلال عدد من العناصر ومنها التواصل، وتشجيع التنمية الفكرية، وتنمية الشعور بتطوير الذات، والمثابرة.  وألقت الدكتورة عبير عبدالله الهولي من دولة الكويت ورقة ثالثة حملت عنوان "سبل تحفيز جهود الاستثمار في الطفولة المبكرة".

مناقشات

وتخلل الجلسة مناقشة بين المشاركين في الورشة والخبراء تعكست أهمية دمج التربية ما قبل المدرسة في المنظمة التعليمية، كما ناقش المشاركون التحديات التي تواجه المعنين في السلطنة لتطوير العملية التعليمية في رياض الأطفال وكيفية دمج المرحلتين، وسبل تذليلها، كما أكد المشاركون أهمية تكاتف الجهود بين الأسرة ورياض الأطفال والجهات المعنية بالتعليم في السلطنة لتطوير هذه المرجلة التعليمة كإعداد المعلم والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال.

وتتواصل صباح اليوم أعمال الورشة، ويواصل المشاركون إلقاء أوراق العمل في مجال مدج التربية ما قبل المدرسة في المنظومة التعليمية، تلقي الورقة الأولى محفوظة المشيقرية مديرة مساعدة لدائرة التعليم ما قبل المدرسي بالمديرية العامة للمدارس الخاصة بعنوان "مشروع صفوف التهيئة بالمدارس الحكومية العمانية (نموذج محلي لدمج تربية الطفولة بالمنظومة التربوية"، أما الورقة الثانية الورقة تلقيها شنونة الحبسية خبيرة تربوية بمكتب وكيل التعليم والمناهج بوزارة التربية والتعليم، وتحمل الورقة عنوان "الاستثمار في الطفولة المبكرة ومعايير الطفولة المبكرة في سلطنة عمان". وتلقي نجلاء الزدجالي الورقة الأخيرة وعنونتها بـ"أركان وبيوت نمو الطفل ودورها في تنمية الطفولة المبكرة".