09/12/2015
انطلقت صباح أمس بفندق جولدن توليب ـ السيب أعمال ورشة عمل حول المياه الرمادية من أجل الاستخدام المستدام في الانتاج الغذائي تحت رعاية المهندس زاهر بن خالد السليماني رئيس الجمعية العُمانية للمياه، والتي تنظمها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة، وبمشاركة عدد من المعنين في مجال المياه من جامعة السلطان قابوس، ووزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، والجمعية العُمانية للمياه، ومجلس البحث العلمي، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، وتستمر لمدة ثلاثة أيام.
تهدف الحلقة إلى إلقاء الضوء على المياه الرمادية كمصدرٍ مهمٍ غير تقليدي للمياه لتقليل النقص في الموارد المائية، ووضع تصور لمعايير إعادة استخدام المياه الرمادية، والبدء بوضع برامج توعوية عن المياه الرمادية على شكل منشور يحتوي على هذه المعايير.
بداية القى سليمان بن خلفان المبسلي مدير دائرة قطاع العلوم باللجنة الوطنية العُمانية كلمة اللجنة قال فيها: " لاشك أن المياه عنصر أساسي واستراتيجي يرتبط بالحياة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن هذا العنصر الحيوي بات يتعرض لاستنزاف كبير نتيجة النمو السكاني المطرد، والتقدم الصناعي الهائل، بالإضافة إلى التغيرات المناخية، والنشاط الإنساني المتزايد؛ مما أصبح احتمال نقصانه المستمر أمراً وارداً، بل تفاقمت قضية شح المياه ليضاف إليها مشكلة أخرى تتمثل في تردي نوعيتها في العديد من الدول؛ مما سبب فجوة غذائية في معظم دول العالم. وفي هذا الشأن فإن منظمة اليونسكو تتنبأ بحدوث أزمة مائية بحلول عام 2020م، وأن نقص المياه سيشكل مشكلة عالمية خطيرة، فالموارد المائية لن تكون كافية، ومن هنا، فإن اتباع منهج بيئي مستدام ليس أمراً جيداً فحسب، بل هو أمرٌ ضروريٌ وحتمي".
كما قال المبسلي: " أكدت الدراسات العلمية أن من أكفأ وسائل تلبية الاحتياجات المائية في مناطق الشح إعادة استعمال ''المياه الرمادية'' ويقصد بها المياه الخارجة من المغاسل وأحواض الاستحمام والغسالات والمصارف الأرضية، وتتميز هذه المياه بأنها لا تحتوي على مواد عضوية، ويمكن الاستفادة منها بشكل كبير وخصوصا في ري المزروعات بعد معالجتها، وذلك لاحتوائها على مجموعة من المغذيات النباتية".
وأضاف المبسلي: "لقد ثبت أن المياه الرمادية تشكل حوالي 40 % من المياه العادمة الناتجة عن المنزل، واذا ما تم إعادة استخدامها فإنه سيؤدي إلى تقليل كمية المياه العادمة وبالتالي خفض الضغط على شبكات مياه المجاري ومحطات المعالجة، وهناك توجه كبير في دول العالم لإعادة استخدام هذه المياه، والاستفادة منها في ري المزروعات، ولأغراض أخرى غير الشرب، وذلك من خلال إعادة تدوير هذه المياه بعمليات تعتمد على وسائل ميكانيكية وبيولوجية".
أوراق عمل
تضمن برنامج اليوم الأول للورشة إلقاء ورقتي عمل، ألقى الدكتور مشتاق أحمد محاضر بجامعة السلطان قابوس الورقة الأولى والتي تضمنت تعريفاً بماهية المياه الرمادية، وتحليلاً مفصلاً عن خصائصها وجوانب تحليلها، كما عرض بعض الجوانب التقنية والبيولوجية حول كيفية معالجتها تمهيدا لإعادة استخدامها، وتطرق إلى مبادئ إعادة استخدام المياه الرمادية، والمعايير الدُولية لإعادة استخدامها.
أما الورقة الثانية ألقاها الدكتور سالم الجابري من جامعة السلطان قابوس تمحورت حول نظم مبسطة لزراعة الحدائق المنزلية بالمياه الرمادية و الاستخدامات المحتملة الاخرى للمياه الرمادية، حيث عرض دراسة أجريت عام 2008 أظهرت ان 56% من المياه النظيفة المستهلكة في المنازل العُمانية تستهلك في الاستحمام وتتحول لمياه رمادية، حيث بإمكان أعادة استخدامها في الزراعة المنزلية بعد معالجتها باستخدام تقنيات مبسطة. كما تطرق إلى بعض المعايير لإعادة استخدام المياه الرمادية ومنها معايير صحية، ومعايير بيئية.
هذا وتتواصل صباح اليوم أعمال الورشة التدريبية، حيث سيُلقي المشاركون فيها العديد من أوراق العمل المتخصصة، ومنها كيفية استخدام المياه الرمادية في الزراعة، والجدوى الاقتصادية من استخدامها في هذا المجال، وأسس اختيار المحاصيل الزراعية القابلة للري بالمياه الرمادية، وكذلك أثر استخدامها على الصحة.
كما سيقوم المشاركون صباح الغد بزيارة ميدانية إلى بعض المؤسسات المطبقة لأنظمة معالجة المياه الرمادية؛ بهدف التعرّف عن قرب حول مراحل معالجة المياه الرمادية من خلال أنظمة المعالجة الميكانيكية والبيولوجية، وكيفية الاستفادة منها بعد المعالجة كري المزروعات، وأغراض أخرى غير الشرب.