07/12/2015
تهدف إلى الاطلاع على آخر التطورات العالمية الكبيرة والمتسارعة في مجال المعلومات والاتصالات
البلوشية: استشعرت سلطنة عمان منذ فترة مبكرة بأهمية تقنية المعلومات
رّحال: الفجوة الرقمية إحدى القضايا العلمية التي تعمل الإيسيسكو على سدها
انطلقت صباح أمس بفندق ـ رامادا ـ أعمال الندوة الإقليمية للمنطقة العربية حول الفجوة الرقمية ومتطلبات مواجهتها في العالم الاسلامي، والتي تنظمها اللجنة الوطنية العٌمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، بمشاركة عدد من المتخصصين في مجال المعلوماتية والعاملين في مراكز المعلومات ومعنيين بتطوير تقنية المعلومات والاتصالات في المؤسسات والإدارات الحكومية بدول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى أكاديميين وأساتذة جامعيين وتربويين في هذا المجال، وتستمر لمدة ثلاثة أيام متتالية.
رعى حفل افتتاح الندوة سعادة محمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم، وتهدف إلى الاطلاع على آخر التطورات العالمية الكبيرة والمتسارعة في مجال المعلومات والاتصالات وأثر ذلك على الدول الأعضاء في منظمة الإيسيسكو، ودراسة المعوقات المؤثرة على توظيف منجزات المعرفة والتكنولوجية الرقمية في خدمة التنمية المستدامة في العالم الإسلامي وكيفية التغلب عليها، وبحث سبل تطوير مهارات الموارد البشرية في العالم الإسلامي بما يمكنها من مواكبة التقدم العلمي في مجال تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى وضع تصورات أولية لخطة إقليمية للتعاون التكنولوجي والمعلوماتي بين الدول الأعضاء بالإيسيسكو.
محاور الندوة
يناقش المشاركون في الندوة عدداً من المحاور أهمها أحدث منجزات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عالميا، وسبل استفادة الدول الأعضاء منها في خدمة خطط التنمية المستدامة، وسبل الوصول إلى الحكومة الإلكترونية وفوائدها الإدارية والمجتمعية ، وكيفية الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتطوير عناصر منظومة التعليم العام والجامعي والتدريب المهني، ومعوقات سد الفجوة الرقمية بين دول العالم الإسلامي والدول المتقدمة الأخرى وكيفية التغلب عليها وفقا للإمكانيات والاحتياجات الوطنية، كيفية تطوير البحث العلمي ووضع مخرجاته في خدمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدول الأعضاء، وأخيرا دور الشراكة المجتمعية في تحقيق التقدم المعلوماتي ووضع منجزاته في خدمة المجتمع.
جهود السلطنة
بداية ألقت آمنة بنت سالم البلوشية مساعدة أمين اللجنة الوطنية للمدارس المنتسبة لليونسكو وبرامج الشباب وأندية اليونسكو قالت فيها: " استشعرت سلطنة عمان منذ فترة مبكرة بأهمية تقنية المعلومات، وما يصاحبها من تحول إلكتروني في الخدمات والأعمال والتعليم، وما يتبع ذلك من تأثير مباشر على التقدم المعرفي والنمو الاقتصادي، فسعت السلطنة جاهدة لتدريس تقنية المعلومات لطلبة المدارس، كما تم توفير مراكز المجتمع المعرفية للقضاء على الأمية الرقمية، وسار ذلك جنبا إلى جنب مع النهج الحكومي للتحول الرقمي، فقد انطلقت رؤية الحكومة الإلكترونية بإقرار استراتيجية مجتمع عمان الرقمي في مايو 2003م. وقد حث جلالة السلطان في خطابه السامي في مجلس عمان في نوفمبر 2008م على ضرورة توفير الخدمات الحكومية إلكترونيا لتسهيل المعاملات والإجراءات، وبناء على ذلك تم اعتماد ضوابط تنفيذ التحول للحكومة الإلكترونية من قبل مجلس الوزراء كما تم توجيه جميع مؤسسات الدولة لتحسين جودة الخدمات المقدمة إلى العامة . فقد حددت "الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عُمان الرقمي والحكومة الإلكترونية"، خطط وآليات العمل لتحقيق الرؤية الطموحة للسلطنة من أجل إحداث تحول نوعي نحو قيام مجتمع عُمان المعرفي ، وانطلاقا من هذه الاستراتيجية ولدت مبادرة عُمان الرقمية، التي تهدف إلى تفعيل تقنية المعلومات والاتصال لتعزيز الخدمات الحكومية، وإثراء قطاع الاعمال، وتمكين الأفراد من التعامل الرقمي، وتشتمل هذه المبادرة على إنشاء بنية أساسية متكاملة لتوفير الخدمات الحكومية الإلكترونية المتميزة للمواطنين وقطاع الأعمال في السلطنة، وبناء صناعات تعتمد على المعرفة، وتوفير فرص عمل واسعة ومتنوعة للمواطنين".
الحكومة الإلكترونية
وأضافت البلوشية: "تهدف الحكومة الإلكترونية في السلطنة إلى تحقيق التحول الإلكتروني الكامل لضمان مجتمع معرفي مستدام، كما تسعى إلى تحسين جودة الخدمات الحكومية وطرق تقديمها وفق ضوابط ومعايير ومراحل زمنية محددة وذلك لضمان توافقها مع أهداف تبسيط إجراءات الخدمات للمواطنين وقطاع الأعمال والجهات الحكومية. ولأجل ضمان ذلك لا بد من تظافر الجهود بين مختلف قطاعات الدولة وشرائح المجتمع في توفير الدعم في مجال التقنية والاتصالات وفي الاستفادة من خبرات وتجارب الاشقاء في دولهم والذي نحن بصدده في هذه الندوة لأجل تقاسم المعرفة وتبادل المنفعة لكي نسير بمحاذاة الركب العالمي الذي أصبح إلكترونيا في تعاملاته ورقميا في جميع حركاته وسكناته".
جهود الإيسيسكو
ثم ألقى الدكتور علي رحال كلمة الإيسيسكو قال فيها حرصت المنظمة منذ انشائها عام 1982م على دعم جهود دولها الاعضاء في مجال العلوم، انطلاقا من ايمانها بان التطور العلمي يشكل القاعدة الصلبة للتطور المجتمعي، والفجوة الرقمية إحدى القضايا العلمية التي تعمل المنظمة على سدها، وذلك بتأهيل الموارد البشرية من خلال تنفيذ مثل هذه الورش والندوات؛ لزيادة مهاراتهم بما يساعدهم في تنمية المجتمع وفي مجال عملهم، كما تتابع المنظمة ما يشهده العالم من تطور متسارع لتقانات المعلومات والاتصال واهتمت بكيفية وضع مخرجاته في دعم جهود دولها الأعضاء التنموية، وبحث سبل تقليص الفجوة الرقمية مع البلدان المتطورة انطلاقا من السعي للاستثمار الامثل والرشيد للإمكانيات المادية والبشرية المتاحة، ووضع الخطط لدعم جهود الدول الأعضاء بالمنظمة في الاستفادة من منجزات العلوم لتعزيز مسيرة التقدم بالدول الأعضاء بالمنظمة.
جلسات وأوراق عمل
تضمن اليوم الأول للندوة جلستي عمل ترأس الأولى فهر علي السويدي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وأُلقي خلالها ثلاث أوراق علمية، قدم الورقة العلمية الأولى الدكتور عبدالله محمد المطوع من دولة الكويت وحملت عنوان "استخدام الفصول الهائلة المفتوحة على شبكة الإنترنيت (MOOC)، لمواجهة الفجوة الرقمية في العالم الإسلامي"، و(MOOC) عبارة عن منصة عالمية لاستضافة المقررات الدراسية الهائلة والمفتوحة على الإنترنت. بينما كانت الورقة العلمية الثانية بعنوان الفجوة الرقمية وانعكاساتها على تخطيط برامج وطرق تدريس علوم المعلومات الأكاديمية والمهنية وقدمها الدكتور عماد عبد العزيز إبراهيم جاب الله من جامعة الشارقة، قدم خلالها تعريفاً بمفهوم الفجوة الرقمية ومسبباتها وعرض نماذج لبعض التجارب وبعض الحلول لسدها، بينما تمحورت الورقة العلمية الثالثة حول " الأنظمة الإلكترونية ودورها في سد الفجوة الرقمية" قدمها نعمان بن محمد المنذري من وزارة الخدمة المدنية، وعرض نظام الموارد البشرية ونظام التوظيف المركزي المتبع بالوزارة نموذجاً.
وترأس الدكتور عبدالله محمد المطوع جلسة العمل الثانية وتضمنت إلقاء ورقتي عمل علميتين، ألقى الأولى المهندس فهر علي السويدي من دولة الإمارات العربية المتحدة، تطرق خلالها عن صندوق تطوير قطاع الاتصال وتقنية المعلومات التابع لهيئة تنظيم الاتصال بالدولة، وعن أبرز المشاريع الوطنية التي نفذتها الحكومة في مجال تقنية المعلومات وأبرزها "الحكومة الذكية". وقدمت ندى محمد جاسم من المجلس الأعلى للتعليم بدولة قطر، عرضت خلالها استراتيجية دولة قطر الإلكترونية 2020، وكيفية استخدام الاستراتيجية في مجال تطوير قطاع التعليم
وشهدت جلسات العمل نقاشات ثرية حول كيفية سد الفجوة الرقمية في العالم الإسلامي كتطوير المحتوى الرقمي الإسلامي، والاستخدام الأمثل لتقنية المعلومات وتطبيقاتها في جميع المجالات العلمية والتربوية والثقافية. كما تم التأكيد من خلال النقاشات على أهمية التدريب والتأهيل وضرورة تظافر الجهود في هذا الجانب.
هذا وتتواصل اليوم اعمال الندوة الإقليمية للمنطقة العربية حول الفجوة الرقمية ومتطلبات مواجهتها في العالم الاسلامي، حيث سيواصل المشاركون إلقاء عدد من الاوراق العمل العلمية في مجال سد أو تقليل الفجوة الرقمية، كما سيعرض ممثلين لبعض المؤسسات والجهات الحكومية بالسلطنة تجارب مؤسساتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكيف بات تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين سهلاً من خلال تقديم الخدمات ومتابعتها إلكترونياً.
نتائج متوقعه
وحول أهم النتائج المتوقعة الخروج بها من الندوة قال خالد بن سليم الشقصي مدير دائرة الاتصال والمعلومات باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم: " النتائج المتوخاة : " هناك العديد من النتائج المرجوة من هذه الندوة أبرزها تزويد المشاركين بمهارات ومعارف جديدة تساعدهم على تطوير الخطط والسياسات الوطنية في مجال عملهم، وكيفية الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل المؤسسات الوطنية، وزيادة الجهود المشتركة بين مختلف القطاعات الوطنية لتقليص الفجوة الرقمية مع الدول المتقدمة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الدول المشاركة من خلال تسليط الضوء على النتائج الإيجابية للتجارب والمشاريع الرائدة المقدمة للندوة.