10/06/2015
اللقاء التربوي مع مجلس إدارة معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي يستعرض الإستراتيجيات التعليمية الملائمة، و الجودة والمواءمة في التعليم، ومنظومة التمويل التعليمي .
كتب / بدر الجابري ،وميثاء العليانية
تصوير/ ابراهيم القاسمي
يعقد صباح اليوم الأربعاء الإجتماع الإستثنائي لمجلس إدارة معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي والذي تستضيفه السلطنة ممثلة بوزارة التربية والتعليم وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة المعهد، ومديرة المعهد، وعدد من الشخصيات العالمية المرموقة من أعضاء المعهد بالإضافة إلى معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم بصفتها عضوا في مجلس إدارة المعهد، في قاعة قنتب بفندق قصر البستان.
كما تم أمس افتتاح أعمال اللقاء التربوي مع مجلس إدارة معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي وبحضور رئيس مجلس إدارة المعهد، ومديرة المعهد، وأعضاء مجلس إدارة المعهد، إلى جانب معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وأصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس التعليم، والمستشارين والخبراء التربويين ومديري العموم، وممثلي الجهات الحكومية المعنية بالتعليم، وممثلي الجامعات الحكومية والخاصة بالسلطنة، وغيرهم من المهتمين.
برنامج اللقاء
بدأ برنامج اللقاء بآيات من القرآن الكريم عقب ذلك ألقى وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية، سعادة سعود بن سالم البلوشي كلمة وزارة التربية والتعليم قال فيها: يسعدني أن أرحب بكم في هذا اللقاء والاجتماع المشترك الذي يجمع بين المعنيين بالتخطيط في قطاع التعليم في السلطنة وبين معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي، الذي يعد من المؤسسات الرائدة في رسم السياسات والتخطيط والإدارة، والذي يعمل ويساهم في رفع قدرات الدول الأعضاء في مجال عمله من خلال تدريب المسئولين عن التخطيط والإدارة على مهارات التحليل والتنفيذ والمراقبة والتقييم، كما يعمل على دعم المراكز والمعاهد والهيئات وتحسين اداراتها ومهاراتها القيادية فضلا عن البحوث والدراسات التي ينشرها والتي تدعم صانعي القرار فنيا.
وأضاف سعادته: إن العلاقة بين المعهد والسلطنة قديمة، حيث تعود أول مشاركة من قبل المختصين من عمان في برامج المعهد الى العام 1973 ليتوالى بعد ذلك التعاون سنويا في مختلف البرامج التي يقدمها المعهد وآخرها في العام المنصرم 2014، حيث تم تنفيذ مجموعة من البرامج والأنشطة التدريبية في السلطنة بمشاركة عدد من المعنيين بمجال التخطيط من جهات مختلفة وخاصة التربوية منها، نذكر منها على سبيل المثال الزيارة الطلابية لبرنامج التدريب المتقدم الذي يمنح درجة علمية في التخطيط والادارة الى السلطنة لمدة أسبوعين في شهر ابريل من العام 2012 ضمن المقرر الدراسي لهذا البرنامج، والذي تعرف فيه الدارسون من 25 دولة مختلفة على النظام التعليمي في السلطنة ودراسته عن قرب.
استراتيجيات تعليمية ملائمة
وقال البلوشي: إن بناء البرامج والسياسات لقطاع التعليم يجب أن يكون بمنهجية علمية ترتكز على دراسة الواقع الراهن للأداء وتحليله وتضع الحكومة نصب أعينها رسم سياسات وخطط متناسقة لإحداث تغيير حقيقي ومستدام في النظام التعليمي ووضع استراتيجيات تعليمية متينة وملائمة وإدارة تنفيذها على نحو فعال. وإن كل ذلك لم يأت إلا بما قامت به الدولة من دعم في مجال بناء القدرات الوطنية في صياغة السياسات والتحليل والتخطيط التربوي والاسقاطات والإدارة ورصد وتقييم البرامج في الخطط الخمسية للدولة، وذلك يأتي تجسيدا للنطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله حين قال:" إن وضع الخطط وتنفيذها ورسمها وبناءها لا يتأتى إلا بمعرفة الواقع الذي نعيش فيه والإحاطة بكل معطياته وموجوداته حتى يتسنى لنا أن نضع اقدامنا على الطريق الموصل الى التنمية الشاملة".
وأكد سعادته على إن استضافة الوزارة لهذا اللقاء والإجتماع المشترك دليل على حرص القائمين على التعليم في السلطنة على تطوير بناء القدرات من خلال رسم السياسة العامة التي يعمل عليها المعهد في التعاون وبناء قدرات الدول الاعضاء في المنظمة، والذي سيتطرق بشكل موسع في أعماله حول دور المنظمات الدولية والشركاء في التطوير التربوي عالميا، خاصة فيما يتعلق بالجودة والموائمة، والمنهجيات المتبعة لدمج بناء القدرات وبناء القدرة المؤسسية والاستراتيجيات الحديثة، كما سيتم التطرق الى الاتجاهات الدولية في تمويل التعليم والأهمية المتزايدة للتخطيط له.
الجودة والمواءمة
بعد ذلك قدم رئيس مجلس إدارة معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي، الدكتور بيرجر فريدركسين، الورقة الرئيسية والتي جاءت بعنوان: دور المنظمات الدولية(والشركاء الدوليين عامة) في التطوير التربوي عالميا، وخصوصا في مجالي الجودة والمواءمة تحدث فيها عن دور معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي في التعليم من حيث الجودة ومدى مناسبة التعليم، والتوجهات العالمية التي لها تأثير على تطوير المساعدات في قطاع التعليم محليا وإقليميا ودوليا، ليست المساعدات المالية فحسب بل تتعدى للتعاون التكتيكي بين الدول والمصلحة العالمية وزيادة أهميتها في المستقبل. كما تحدث فريدركسين عن تاريخ المنظمات العالمية وأشار إلى أهمية تأسيس منظمة اليونسكو والتي تأسست عام 1945م في إبراز دور التعليم لترويج السلام، كما أشار إلى زيادة الطلب على المساعدات الفنية مقارنة بالمساعدات المالية. وتحدث رئيس مجلس إدارة معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي عن قلة التمويل من المانحين لمنظمة اليونسكو وأن اليونسكو تواجه بعض التحديات في مجال التمويل من أجل القيام بدورها، وأنه قد حان الوقت لإعلاء جودة اليونسكو بأن يعمل المانحون الجدد على زيادة المساعدات.
كما تضمن اللقاء عقد جلستين ترأسهما سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية، جاءت الجلسة الأولى بعنوان: بناء قدرات مستدامة في مجال السياسات والتخطيط لقطاع التعليم وتم خلالها تقديم ورقتي عمل، جاءت الورقة الأولى بعنوان:" عرض حول منهجية معهد اليونسكو للتخطيط التربوي المتكاملة لدمج بناء القدرات وبناء القدرة المؤسسية والاستراتيجيات الحديثة" قدمتها مديرة معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي، الدكتورة سوزان جرانت لويس تحدثت فيها عن معهد اليونسكو للتخطيط التربوي واساسيات القدرة المؤسسية للمعهد والاستراتيجيات الحديثة، واختتمت ورقتها بالحديث عن أوجه التعاون بين السلطنة ومعهد اليونسكو للتخطيط التربوي.
وقدمت الدكتورة مريم الريامية، المدير العام المساعد للتخطيط وضبط الجودة بوزارة التربية والتعليم ورقة العمل الثانية والتي جاءت بعنوان: "التخطيط في السلطنة وأثر دورات معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي على المشاركين العمانيين في هذه الدورات خلال السنوات الماضية" تطرقت فيها إلى آلية التخطيط للتعليم في وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان، والدور المحوري للمديرية العامة للتخطيط وضبط الجودة في العملية التخطيطية، واختتمت الريامية ورقتها بالحديث عن الرؤى المستقبلية حول أوجه التعاون الممكنة بين الوزارة ومعهد التخطيط التربوي بباريس، والبرامج المقترحة للاستفادة منها في معهد التخطيط الدولي.
الإتجاهات العالمية في تمويل التعليم
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان: الاتجاهات الدولية في تمويل التعليم والأهمية المتزايدة للتخطيط وتم خلالها عرض ورقتي عمل، حيث قدم مساعد مديرة معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي ، بول كوستير ورقة عمل بعنوان: "الاتجاهات العالمية في تمويل التعليم والأهمية المتزايدة للتخطيط" تناولت الورقة التوسع في الأهداف الدولية للتعليم، كما أشار إلى التعليم في عام 2030 ، كما تحدث عن تمويل التعليم والعناصر الثابتة والمتغيرة التي تؤثر في التمويل، واختتم ورقته بالإشارة إلى الاتجاهات العالمية للتعليم.
تمويل التعليم في السلطنة
وقدم مدير عام تنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم، الدكتور بدر الخروصي ورقة عمل بعنوان: "تمويل التعليم في سلطنة عمان" تناول فيها ثلاثة جوانب رئيسية تمثلت في مناقشة تطور المخصصات المالية لقطاع التعليم المدرسي على ضوء المعدلات الإقليمية والدولية ، وأهم التحديات التي تواجه تمويل قطاع التعليم في سلطنة عمان وأشار في ختام ورقته إلى عدد من المقترحات في مداخل تطوير منظومة تمويل التعليم في السلطنة.
واختتم اللقاء بمناقشة مفتوحة حول التعاون المستقبلي بين سلطنة عمان ومعهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي.