تعتبر سلطنة عُمان من الدول السباقة عالميا ً في مجال حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية والمحافظة عليها باعتبارها حقا ً لكل الأجيال وتراثا ً طبيعياً نادرا ً يتطلب بذل المزيد من الجهود للحفاظ عليها. ويبدو ذلك جلياً من خلال القوانين والتشريعات الموضوعة التي سنت من أجل الحفاظ على هذا الجانب الحيوي الهام ، كما يلمس من خلال الخطط التنموية الحكومية التي تراعي عملية استدامة الموارد الطبيعية وحمايتها من الاستنزاف عند استغلال الثروات المتاحة.
إن دور السلطنة في المحافظة على البيئة ذاع صيته إقليما ً ودوليا ً بفضل التوجهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله، والجهود العظيمة التي تبذلها الجهات المعنية بالسلطنة في هذا المجال. وتتويجا ً لجهود السلطنة في المحافظة على البيئة فقد أعلن جلالة السلطان في الخطاب الذي ألقاه عام 1989م خلال زيارته التاريخية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن تقديم هدية مالية للمنظمة يخصص ريعها السنوي ليكون جائزة لمن يسهم من العلماء والمعاهد والمؤسسات بجهد بارزا ً للحفاظ على البيئة.
جاءت هذه الجائزة انطلاقا ً من المباديء التي أرساها جلالة السلطان قابوس من أجل ترسيخ الاهتمام بالبيئة العُمانية باعتبارها جزءا ً هاما ً من عملية التنمية ، كما جاءت المواقف العُمانية من القضايا البيئية العالمية نابعة من النظرة الواعية والتفاعل الحضاري الذي تشارك فيه السلطنة المجتمع الدولي بأسره والتي ترتبط بخير الإنسانية وسعادته.
بلغت الهبة المالية المقدمة لليونسكو لغرض إنشاء الجائزة ( 250000) دولار أمريكي، تستثمر في الممارسات المتبعة عادة في اليونسكو. ويزداد هذا المبلغ بما يعادل 20% من الفوائد التي تتحقق خلال كل عامين على المبلغ الأساسي، وذلك لتعويض آثار التضخم وتقلبات سعر العملة. أما بقية الفوائد التي تتحقق على رأس المال فتستخدم لتغطية التكاليف الإدارية للجائزة، فضلاً عن مبلغ الجائزة الممنوح للفائزين بها.
وقد ثمنت اليونسكو وقدرت هذه المكرمة السلطانية السامية في مجال البيئة وأخذت على عاتقها البحث عن الجهود الرائدة البارزة في هذا الجانب الحيوي لتمنح لأفضلها. كما أعرب مجلس " برنامج الإنسان والمحيط الحيوي " في دورته الحادية عشرة التي عقدت في باريس في نوفمبر 1990 م ، عن شكره وتقديره وامتنانه العميق لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله الذي تفضل وتبرع بالجائزة كي تمنح في مجال المحافظة على البيئة ، وفي يناير 1991 م تم الإعلان بأن الجائزة سوف تمنح للأفراد والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تقوم بجهود مميزة في مجال العمل البيئي والمحافظة على البيئة ، وقد شرعت سكرتارية "برنامج الإنسان والمحيط الحيوي " في تنفيذ المهام الموكلة إليها ووضع لائحة بأسماء المنظمات التي لها علاقة ببرنامج الإنسان والمحيط الحيوي والتي يمكن أن ترشح نفسها لهذه الجائزة .
هذا ويتم تقديم الترشيحات الخاصة بالمرشحين لنيل الجائزة إلى اليونسكو، مصحوبة بوصف تفصيلي عن طبيعة العمل البيئي الذي استحق من خلاله هذا الفرد أو المنظمة الترشح للجائزة، مع تقييم للنتائج التي حققها هذا العمل . وقد تم تحديد المعايير العلمية للفوز بالجائزة بحيث يشترط أن يكون الأفراد أو المجموعات أو المعاهد أو المنظمات قد ساهمت إسهاماً بارزاً في إحدى المجالات التالية:-
1.أبحاث في مجال البيئة والموارد الطبيعية
2.التعليم والتدريب البيئي
3.خلق الوعي البيئي من خلال إعداد المعلومات البيئية البناءة.
4.تأسيس وإدارة المناطق المحمية ، مثل المحميات وأماكن الآثار الطبيعية العالمية
وتتم عملية اختيار الفائزين بالجائزة من أفراد وجماعات ومنظمات ومؤسسات عن طريق المكتب الرسمي التابع للمجلس التنسيقي لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي " MAB".
وهذا المكتب له الأحقية في اختيار الإجراءات الخاصة به لاختيار الفائز بهذه الجائزة ، وفي حالة صعوبة إمكانية الوصول إلى قرار الاختيار فإن المكتب يقوم بالتشاور مع الجهات المسؤولة عن تنفيذ برامج اليونسكو في مجال الموارد الطبيعية والبيئية
وتم منح الجائزة خلال السنوات الماضية لكل من:
موقع جائزة السلطان قابوس