الخبر

بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة انطلاق ندوة شبه إقليمية: "التعليم والتراث الثقافي من أجل التنمية المستدامة"

09/12/2019

• هدفت الندوة لتعريف المشاركين بدور الثقافة في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم
• اليعقوبي: حرصت حكومة السلطنة على إدماج أبعاد وأهداف التنمية المستدامة في خطط واستراتيجيات التنمية.
• فرناندو برجمن: تعمل منظمة اليونسكو على إدماج التراث الثقافي ضمن أهداف التعليم في خطة التنمية المستدامة
انطلقت صباح أمس ـ الاثنين ـ أعمال الندوة شبه الإقليمية حول "التعليم والتراث الثقافي من أجل التنمية المستدامة"، والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة، بمشاركة العديد من المهتمين في مجالي التعليم والثقافة من داخل السلطنة وخارجها، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن مكتب اليونسكو بالدوحة.
تهدف الندوة والتي تعقد على مدى يومين إلى تعزيز الوعي بأهمية التعليم في مجال التوعية بأهمية صون التراث الثقافي وتعزيز التنمية المستدامة، وتعريف المشاركين بدور الثقافة في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم، وتعزيز الحوار وتبادل الأفكار والخبرات حول تضمين مفاهيم وقيم التراث الثقافي في المناهج الدراسية وانعكاسها على الممارسات في المجتمع والبيئة المدرسية، إلى جانب تعزيز الشراكة المجتمعية من خلال برامج المؤسسات الداعمة لدور التعليم في صون التراث الثقافي، وعرض أفضل الممارسات والتجارب الرائدة الرامية إلى تعزيز التراث الثقافي في التعليم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافةِ إلى تعزيز الشراكة المجتمعية من خلال برامج المؤسسات الداعمة لدور التعليم في صون التراث الثقافي.
حفل افتتاح الندوة
رعى حفل افتتاح الندوة المكرمة الدكتورة بدرية بنت إبراهيم الشحية نائبة رئيس مجلس الدولة، وتضمن الحفل كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقاها أمين اللجنة قال فيها: " ...إن دول العالم اليوم تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، وهي التنمية الشاملة التي تأخذ في الحسبان الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية التي تساعد في المحافظة على الموارد للأجيال المستقبلية واستدامتها. ولم تتوقف مساعي الدول عند هذا الحد، بل تعدته إلى ما هو أعمق من ذلك بكثير، حيث حرصت على تربية النشء على التنمية المستدامة من خلال إكسابهم المعارف والقيم والمهارات التي تحقق توازناً بين الجوانب المختلفة مع مراعاة ثقافة المجتمع باعتبارها ركيزة للتنمية المنشودة".
وأضاف: ".. في عالم يضم 7 مليار نسمة ويتمتع بموارد طبيعية محدودة، يتعيّن على الأفراد والمجتمعات تعلّم العيش معا واتخاذ إجراءات مسؤولة، وإدراك أنّ الأعمال التي نقوم بها هنا اليوم يمكن أن يكون لها تبعات على حياة وأسباب معيشة أشخاص آخرين في أجزاء أخرى من العالم، وكذلك على الأجيال المستقبلية. مما يدعو إلى اعتماد نهوج تعلّم جديدة، وتطوير اقتصاديات ومجتمعات حيوية موائمة للبيئة، وبروز مواطنة عالمية. وهذا ما نجده من خلال تشجيع اليونسكو لإعادة توجيه عملية إعداد وتدريب المعلّمين لضمان إدراج التعليم من أجل التنمية المستدامة ضمن الممارسات التعليمية. فبمقدور التعليم أن يقوم بدور رئيس في التحول المطلوب إلى مجتمعات أكثر استدامة، عن طريق المبادرات الحكومية ومبادرات المجتمع المدني والقطاع الخاص".
وفيما يتعلق بقطاع الثقافة أكد أمين اللجنة بأن قطاع الثقافة أدرج لأول مرة في جدول الأعمال الدولي للتنمية المستدامة، وذلك ضمن أهداف التنمية التي اعتمدتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015. ولقد حثت اليونسكو كافة الدول الأعضاء على مزيدٍ من العمل الجاد من أجل تعليمٍ جيد، ومدنٍ آمنةٍ ودائمة، وعملٍ لائق، ونموٍّ اقتصادي، وتقليصٍ في الفوارق، وحمايةٍ للموارد، ومساواةٍ بين الجنسين، ومجتمعاتٍ سلميةٍ وشمولية، كما أن العمل بأهداف التنمية يسمح أيضا إلى جانب صون التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، بجني فوائد غير مباشرة من الثقافة.
واختتم كلمته بالقول: " لقد حرصت حكومة السلطنة على إدماج أبعاد وأهداف التنمية المستدامة في خطط واستراتيجيات التنمية، وفي مقدمتها الخطة الخمسية التاسعة (2016 – 2020) ورؤية عُمان 2040، بما يعكس حرص الحكومة الرشيدة على المضي قدما في تنفيذ تلك الأهداف ورصد الميزانيات وتصميم البرامج والسياسات الكفيلة بتحقيقها على المدى المتوسط والطويل. ولقد أكد تقرير الاستعراض الوطني الطوعي الأول للسلطنة عن أهداف التنمية المستدامة الصادر هذا العام، أن السلطنة حققت أهدافها المحددة في 14 هدفا من بين 17 هدفا وأن الأهداف الثلاثة الأخرى هي في طور التحقيق.
كلمة اليونسكو
ثم ألقى فرناندو برجمن ممثل مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة كلمة تحدث فيها عن دور اليونسكو في خدمة الدول الأعضاء من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث تقوم اليونسكو حاليا بإدماج التراث الثقافي من ضمن أهداف التعليم في خطة التنمية المستدامة، وأضاف بأن التركيز على التعليم والثقافة سوف يساهم في تطوير السياسات التي تعمل عليها المنظمة.
جلسة حوارية
كما تضمن حفل افتتاح الندوة جلسة حوارية بعنوان " الأبعاد التعليمية والثقافية في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، ترأسها د. حميد بن سيف النوفلي مدير دائرة قطاع الثقافة في اللجنة الوطنية، حيث أكدّ المشاركون في الجلسة على أهمية قطاعي التعليم والثقافة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك أهمية تعزيز الشراكة فيما بينهما، كما أبرز المشاركون أفضل الممارسات في هذا الشأن.
جلسات وأوراق عمل
اشتمل اليوم الأول للندوة جلستي عمل. أدار الجلسة الأولى بدر بن سليمان الحارثي مدير دائرة قطاع التربية باللجنة الوطنية العمانية والتي حملت عنوان: "دور التعليم والتعلم مدى الحياة في التوعية بالتعليم المتعدد الثقافات وأشكال التنوع الثقافي، وألقى فيها أربعة أوراق عمل، بدأتها كاتلين سباركس من مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة بعنوان: "تعزيز التنوع الثقافي والتراث من خلال التعلم مدى الحياة"، تطرقت خلالها عن معهد اليونسكو للتعلّم مدى الحياة، وعرّفت مصطلح التعليم مدى الحياة، ومهارات القرن الواحد والعشرين، وأكدّت بأن السلطنة مؤهلة من تركيبة المجتمع لتطبيق المدن التعليمية.
تعدد ثقافي
ثم ألقى د. نبيل بن محمد بن زاهر العبري من مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم الورقة الثانية والتي عنونها بـ "دور بيئة التعلم في ترسيخ قيم التسامح لدى طلبة متعددي الثقافات"، تناول فيها تجربة المركز في هذا المجال حيث يضم بين أنشطته كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وكذلك معاهد العلوم الإسلامية، ويتجلى في هاتين المؤسستين التعليميتين تعدد ثقافي وتداخل بين مختلف الثقافات في السلطنة فيما بينها من جهة وبين الثقافات الدولية والمتمثلة في الطلبة الأجانب من جهة أخرى، هذا بلا شك مما يثري العملية التعليمية لدى الطلبة نتيجة التعارف والتبادل الثقافي فيما بينهم في وسط تعليمي يحظى بكل الاهتمام والإمكانيات المتاحة لتحقيق الأهداف التعليمية.
تأصيل التراث التربوي
فيما كانت الورقة الثالثة بعنوان "تأصيل التراث التربوي العماني وسبل الاستفادة منه في التعليم المعاصر" من تقديم د. خلفان بن ناصر الجابري من جامعة السلطان قابوس، تناول في ورقته جهود تأصيل التراث التربوي العماني على مدار عشر سنوات، اشتملت على تأليف عدد من الكتب، ونشر عدد من الدراسات والبحوث في مختلف الأنشطة العلمية المحلية والدولية حول التراث التربوي والتعليمي في عمان.
ثقافة السلم
أما الورقة الرابعة فتمحورت حول " ثقافة السلم والتفاهم من خلال التراث الوثائقي العماني"، وألقاها د. إبراهيم بن حسن البلوشي من وزارة التراث والثقافة. استعرض عدد من الوثائق والمخطوطات التي تدل على تجذر ثقافة السلام والأمان في عُمان منذ قديم الأزمان، كما توثق ثقافة التعايش والتسامح والتفاهم ومراعاة الأدب في الخلاف السائدة في العصور الماضية.
تراثنا مستقبلنا
وفي نهاية الجلسة الأولى استعرضت عالية بنت علي الرقمية المديرة المساعدة بدائرة المدارس المنتسبة لليونسكو باللجنة الوطنية مبادرة "تراثنا مستقبلنا"، حيث دُشنت المبادرة ضمن شبكة المدارس العُمانية المنتسبة لليونسكو؛ وذلك في إطار تفعيل أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتراث الثقافي، بهدف تعزيز المهارات والقيم المتعلقة بالتراث والثقافة لدى الطلاب، وحشد طاقاتهم التطوعية لصون المواقع التراثية والمواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي في السلطنة. وفي هذا الجانب استعرض كل من الطالب محمد بن راشد العيسائي من مدرسة الإمام جابر بن زيد للتعليم الأساسي بمحافظة مسقط، والطالبة روان بنت محمد الفارسية من مدرسة الأمل للتعليم الاساسي بمحافظة جنوب الباطنة أنشطة مدرستيهما لتفيل هذه المبادرة.
جلسة العمل الثانية
وترأس يونس بن جميّل النعماني جلسة العمل الثانية والتي تمحورت حول "دور المجتمع والمنظمات غير الحكومية والجمعيات والافراد في تعزيز المعرفة بالتراث والتنوع الثقافي". واشتملت على ثلاث أوراق عمل، قدّمت الأولى الغالية بنت سالم المغيرية حول "دور المبادرات الثقافية في تعزيز المعرفة بالتاريخ والتراث الثقافي ـ قلعة التاريخ أنموذجاَ"، وهي مبادرة تطوعية تهدف إلى التعريف بتراث وتاريخ عمان العريق على الصعيدين المحلي والخارجي من خلال توظيف شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وتعد أول مبادرة الكترونية تُعنى بالتاريخ العماني.
فيما قدّم د.سعيد بن محمد الهاشمي من قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس الورقة الثانية بعنوان "دور المؤسسات الأهلية في التعريف بالتراث الثقافي العماني في القرن 21 م"، تناول فيها دور المؤسسات الأهلية التي لها علاقة بالثقافة، وفي نشر المعرفة الثقافية التراثية، حيث أن الثقافة تحافظ على كافة أجزاء المجتمع المكون للتراث المادي والمعنوي.
واختتمت الجلسة بورقة ثالثة من تقديم خاتمة بنت سالم الرشيدي من المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين وكانت بعنوان "ردم الفجوة بين جهود الجمعيات غير الحكومية وجهود الأفراد في تعزيز المعرفة بالتراث والتنوع الثقافي".