الخبر

مندوبة السلطنة لدى اليونسكو تلقي كلمة في المجلس التنفيذي للمنظمة

11/10/2017

~~ألقت سعادة السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى، المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى اليونسكو، كلمة السلطنة أثناء مشاركتها في الجلسات العامة للدورة الـ 202 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) – بصفتها عضواً في المجلس، والمنعقدة حالياً بمقر اليونسكو بباريس حتى 18 أكتوبر الجاري،  برئاسة رئيس المجلس التنفيذي، وبمشاركة رئيس المؤتمر العام، وحضور ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس.
ملتقى طرق
أكدت سعادة السفيرة المندوبة في بداية كلمتها على أهمية القيادة، والحاجة إلى المساءلة، وعلى الالتزام المشترك نحو قضايا التنمية المستدامة. خاصة أن المنظمة في هذه المرحلة الهامة على ملتقى طرق، وأن القرارات التي يتم اتخاذها في هذه الدورة سوف تمهد الطريق نحو تبني حلول و قرارات خلال انعقاد الدورة المقبلة للمؤتمر العام والتي من شأنها التأثير على مستقبل العمل في المنظمة.
مناقشات بناءة
  وقالت سعادتها ".... من منطلق مسؤولياتنا كدول أعضاء فإنه يتحتم علينا جميعا أن ننخرط في مناقشات عملية وبناءة من أجل التوصل إلى الحلول والخيارات الضرورية لتسيير عمل المنظمة، وأن أي قرارات يتم اتخاذها لا بد أن تستند إلى أرضية صلبة وإلى أدلة سليمة، وهذا يتضمن الاتجاه المستقبلي العام للمنظمة وكذلك خطط وبرامج المنظمة علاوة على ضمان الحصول على التمويل المالي اللازم لتحقيق هذه التطلعات.


مدير عام جديد
 كما أشارت المندوبة الدائمة للسلطنة إلى أن المنظمة في ذات الوقت تقترب من منعطف حيوي لانتخاب مدير عام جديد للمنظمة؛ ولأجل ذلك يجب عليه ـ المدير العام القادم ـ  أن يبدي العزم على تعزيز التواصل ومعالجة العوائق المالية التي تواجه اليونسكو. والتأكيد على الحاجة لاتخاذ قرارات أكثر دقة لصالح المنظمة، وعليه فمن الضروري انتخاب قائد يتمتع بصفات قيادية كالقدرة على الحوار، والقوة، والجرأة، وعلى إجراء تغييرات استباقية في مواجهة تحديات التقشف مع التمتع بالمرونة اللازمة التي من شأنها ضمان استمرار وتعزيز عمل المنظمة، فضلاً عن المهارات القيادية السليمة، مع التركيز على الشفافية لضمان المساءلة في كل عملية صنع قرار تتخذ في المنظمة.
تعزيز مبادئ اليونسكو
 وقالت سعادتها: " ...أن العالم يشهد أمثلة على تصاعد العنف والكراهية المروعة وأحيانا التعصب الأعمى الذي أساسه الجهل، والتحيزات التي يتم حشوها في عقول لم تكن مدربة على التفكير النقدي، وعليه، نؤكِدُ على أهمية تعزيز مبادئ اليونسكو الأساسية المتمثلة في التعليم الجيد لكافة فئات المجتمع، وعلى قيمِ الحوار والتفاهم والتنوع والإدماج لأنها ضرورية لبناء مجتمعات سلمية ومستدامة ومتناسقة. إذ تتحمل منظمة اليونسكو مسؤولية ضمان تعزيز هذه القيم وتنفيذها وإدامتها. ويجب أن تشمل هذه القيم أيضاً الشفافية والمساءلة والحكم الرشيد وثقافة التقييم، وقبل كل شيء، معايير أخلاقية قوية. وينبغي أن تكون هذه المبادئ معياراً مشتركاً، تجسده المنظمة بأسرها على كافة مستوياتها، لأنه ليس بإمكان أحد تجاوز هذه القيم".
السياحة المستدامة
     كما تطرقت المندوبة الدائمة إلى أحد الجوانب الرئيسة لاهتمامات اليونسكو هو موضوع التنمية المستدامة. ومن خلال هذه الدورة للمجلس التنفيذي فإن هناك بنداً مطروحاً على جدول الأعمال يتعلق بالسياحة المستدامة. وتأمل سعادتها أن تسهم في تعزيز بعض القيم القائمة في اليونسكو ومنها الاستدامة واحترام البيئة والتراث، فضلا عن الحوار الثقافي. والواقع أن اليونسكو ملتزمة بموضوع الاستدامة بجميع جوانبها لا سيما في مجال حفظ التراث، وهو أمر من شأنه التوسع في كل من السياحة والوعي الثقافي.

استراتيجية السلطنة
  وأضافت سعادتها أن الحفاظ على المجتمعات المحلية وتنميتها، فضلا عن حماية التراث الطبيعي والثقافي تعتبر من الأمور المهمة. وتماشياً مع هذه القيم، فقد اعتمدت سلطنة عُمان استراتيجية طويلة الأجل للسياحة المستدامة التي تتوافق بشكل تام مع أهداف اليونسكو حول التنمية المستدامة.
رسالة اليونسكو
  وقالت سعادة المندوبة: "أنه في ضوء الصعوبات المستمرة التي تواجه اليونسكو، سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى العالمي فإن رسالة اليونسكو نحو الالتزام بالسلام والاستقرار حتمية في عالم تهزه الاضطرابات، يجب علينا جميعا أن نبقى مركزين على مستقبل منظمتنا وملتزمين بمبادئها، وأن نعمل بصورة بناءة، وأن نفكر بطريقة استراتيجية، والأهم من ذلك، أن نقوم بتجسيد القيم الأساسية لليونسكو في جميع الأوقات.
افتتاح الدورة
افتتح أعمال هذه الدورة رئيس المجلس التنفيذي ـ المندوب الدائم لألمانيا لدى اليونسكو يوم الاثنين الموافق التاسع من أكتوبر الجاري وتستمر جلساتها حتى مطلع حتى 18 أكتوبر الجاري، ويتضمن جدول أعمالها مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بأهداف اليونسكو وأولوياتها، والمسائل الخاصة بميزانية المنظمة وبرامجها، والوضع المالي، والمسائل المتعلقة بالموارد البشرية، وكذلك مناقشة تقارير حول النتائج الاستراتيجية، وغيرها من المسائل الهامة المدرجة على جدول الأعمال، فضلاً عن اقتراح المرشح لمنصب المدير العام لليونسكو للفترة القادمة.
كلمة المديرة العامة
كما تضمنت الدورة كلمة المديرة العامة لليونسكو ـ إيرينا بوكوفا ـ أكدت خلالها على ضرورة تعزيز عمل اليونسكو والتصدي للتحديات المعاصرة، وعلى ضمان أن يكتسب جميع المتعلمين بحلول عام 2030م المعارف والمهارات اللازمة لدعم التنمية المستدامة، واتباع أساليب العيش المستدام، وصون حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والترويج لثقافة السلام ونبذ العنف، والمواطنة العالمية. كما أكدت على تقدير التنوع الثقافي، ومساهمة الثقافة في التنمية المستدامة، وتحسين التعليم للمساهمة في تخفيف آثار تغير المناخ، والحد من أثره والإنذار المبكر به،  وعلى أهمية بناء القدرات البشرية على كيفية حفظ وصون الترا