الخبر

ندوة تعريفية عن الطبيب والفيزيائي العُماني ابن الذهبي

28/12/2016

في رحاب جامع السلطان قابوس بصحار

ندوة تعريفية عن الطبيب والفيزيائي العُماني ابن الذهبي

  • اليعقوبي: اهتمت اليونسكو بالمنجز البشري في المجالات التربوية والثقافية والعلمية بمختلف فروعها.
  • النوفلي: ابن الذهبي أحد العلماء أحد العُمانين الذين أثروا الحضاره الانسانية علمياً ومعرفياً.

نظمت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم صباح أمس (الأربعاء) ندوة تعريفية عن الطبيب العُماني أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي المعروف بابن الذهبي،  إحدى الشخصيات العُمانية المدرجة ضمن برنامج سجل الشخصيات العالمية المؤثرة باليونسكو، وذلك بجامع السلطان قابوس بصحار.

رعى حفل افتتاح الندوة سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة  بحضور سعادة الشيخ علي بن أحمد بن مشاري الشامسي والي صحار إلى جانب عدد من المهتمين بالجانب التاريخي لصحار وجمع من المواطنين.

الندوة هدفت إلى التعريف بهذه الشخصية على المستوى المحلي من خلال تسليط الضوء على حياته ورحلاته في طلب العلم، وبحث ودراسة الجوانب المتعلقة بأبرز إسهاماته في العديد من المجالات العلمية ومنها الطب والفيزياء، وأهم إنجازاته العلمية المتمثلة في كتابه الموسوعي الماء، الذي يعد أول معجم طبي لغوي في موضوعه.

اهتمام اليونسكو

بدأت الندوة بكلمة ألقاها محمد بن سليّم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العُمانية قال فيها: "لقد أولت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عناية خاصة بالمبدعين من الكفاءات البشرية على اختلاف تخصصاتهم المعرفية عبر العصور، كما اهتمت في مقابل ذلك بالمنجز البشري في المجالات التربوية والثقافية والعلمية بمختلف فروعها سواءٌ ما كان من إبداعات الفكر البشري التاريخية في القرون الماضية أو ما أضافه مبدعو العصر الحالي".

ابداع العُماني

وأكد اليعقوبي في كلمته أن ما أبدعه الإنسان العماني عبر العصور ليس بمنأى عما قدّمه الآخرون؛ بل أصبح تراثاً مشتركاً يتقاسمه مع البشرية جمعاء، ويحظى بالصبغة العالمية في إطار العديد من البرامج التابعة لمنظمة اليونسكو، يتمثل ذلك في عدد من المواقع الأثرية العمانية المدرجة على لائحة التراث العالمي، وعدد آخر من الرموز الثقافية المسجلة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العمانية التي تم إدراجها كشخصيات مؤثرة عالمياً.

برنامج اليونسكو

وأضاف قائلاً: "لقد أنشأت اليونسكو برنامج الذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً منذ عام 1956م وفق معايير خاصة وضوابط دقيقة، وذلك لإبراز الإسهام العلمي والإبداعي للعقل البشري. وقد بدأت السلطنة بإدراج الشخصيات التالية: الطبيب والصيدلاني راشد بن عميرة الرستاقي في عام 2013م، والطبيب والفيزيائي عبدالله بن محمد الأزدي الصحاري في عام 2015م، والموسوعي والمصلح الاجتماعي نور الدين السالمي في عام 2015م كذلك".

ابن الذهبي... صحار

 وحول تنفيذ هذه المناسبة في مدينة صحار أكد بأن ابن الذهبي يمثل مع نخبة طيبة من أعلام هذه المدينة التاريخية (صحار) على مر العصور إضافةً كبيرةً أسهمت في إثراء الحياة الثقافية والمعرفية، وأنتجت رصيداً علمياً هاماً، كما رفعت اسم صحار خاصةً وعمان عامةً عالياَ.

مدلول عميق

واختتم كلمته بالقول: "إن إدراج أي شخصية من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة على برنامج اليونسكو المذكور له مدلوله العميق في إبراز المستوى الحضاري لأي دولة من الدول الأعضاء؛ الأمر الذي يحث هذه الدول على الاستفادة من هذا البرنامج في أخذ الفوائد من تجارب الأعلام السابقين وخبراتهم لأجل عرضها على الأجيال المتلاحقة سعياً إلى  وصل الحاضر السعيد بالماضي التليد، وتمهيداً لبناء الغد المشرق والمستقبل الزاهر بما يخدم قضايا التنمية الثقافية والفكرية المستدامة، والتي هي من أبرز اهتمامات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية".

تضمن برنامج الندوة إلقاء عدد من أوراق العمل من قبل مختصين في التاريخ العماني، قدم الأولى الدكتور حميد بن سيف النوفلي المدير المساعد بقطاع دائرة الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وحملت عنوان " ابن الذهبي من صحار الى العالمية" سلط خلالها الضوء على شخصية الطبيب والفيزيائي العُماني عبدالله بن محمد الأزدي الصحاري الملقب (بابن الذهبي) من خلال التعرض لميلاده ونشأته في مدينة صحار، وتلقّيه العلوم في بداية حياته على يد مشايخه ومعلميه خلال القرن الثالث الهجري العاشر ميلادي. كما تطرق إلى الرحلات التي قام بها لطلب العلم وأهمها الرحلة المهمة التي قام بها إلى مدينة البصرة ومكوثه فيها فترة من الزمن باعتبارها مدينة العلم والمعرفة آنذاك، ليواصل رحلته إلى بلاد فارس شرقاً ليلتقى بالعالمين الكبيرين البيروني وابن سيناء كل على حده وأخذ العلم منهما مباشرة، حيث استفاد منهما في مجالي الطب والفيزياء. وأكد أن هذه المحطة مهمة في حياته حيث نضج علمياً ومعرفياً بعد لقائه بهاذين العالمين، كما أشار في ورقته إلى رحلته الأخيرة إلى بلاد الأندلس واستقراره هناك ووفاته في مدينة بلنسية "فالينسيا". وأختتم الورقة باستعراض جهود السلطنة ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في إدراج هذه الشخصيات الفذّة وغيرها من الشخصيات العُمانية المهمة على برنامج اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالمياً.

ورقة عمل ثانية

وحملت الورقة الثانية عنوان "ملامح الحياة الثقافية في صحار خلال القرنين الثالث والرابع الهجري" قدمها علي بن حسن اللواتي عميد كلية العلوم التطبيقية بصحار تناول فيها الجوانب الأسواق في صحار وكيف أنها جمعت مابين التجارة والثقافة والأدب عبر العديد من الأسواق في الفترة الزمنية خلال القرنين الثالث والرابع الهجري ، إلى جانب تناول التناسق والتسلسل في المدارس الفكرية القائمة في تلك الحقبة الزمنية مع الإشارة من عدد من تلكك المدارس الفكرية ومختلف التيارات الفذكرية في تلك الحقبة الزمنية التي عاش فيها ابن الذهبي.

كما أوضح عميد كلية العلوم التطبيقية بصحار في ورقته إلى الجانب الأدبي في صحار والاسترسال بشكل واضح حول أسباب خروج ابن الذهبي إلى خارج عمان وكيف أنه عمل كحالة فريدة في العلوم التطبيقية ومانقله ابن أبي أصبيعة عن هذه الشخصية التاريخية في عالم الطب والعلوم الكيمائية حيث ذكر بأنه "أحد المهتمين بصناعة الطب ومطالعة كتب الفلسفة وكان كلفا بصناعة الكيمياء مجتهدا في طلبتها ، ولإبن الذهبي مقاله في أن الماء لايغذو" وهذا ما أشار إليه صاحب طبقات الأطباء وقد عثر على المقالة التي أشار إليها بان أبي اصبيعة فكانت معجما طبيا لغويا يربوا على 900 صفحة ضمن معلومات في جوانب مختلفة من الطب والكيمياء وقد أشار المصنف في كتابه على انه ولد في صحار من عُمان.

أما رئيس قسم الدراسات والبحوث بوزارة التراث والثقافة الدكتور ابراهيم بن حسن البلوشي قدم ورقة ثالثة حول كتاب الماء، بدأ ورقته بنبذة عن السيرة الذاتية لابن الذهبي ومقتطفات من كناب "الماء"، وتناول في ورقته كتاب الماء من خمس جوانب وهي الجانب التاريخي له واللغوي والشرعي والاجتماعي والطباعي. واختتم الورقة ببعض التوصيات ومنها أهمية العناية واخراج مثل هذه المخطوطات المهمة، وكذلك أهمية العناية بالشخصيات العُمانية المهاجرة حيث أهمل ذكرها في العديد من الجوانب التاريخية.

واختتم الندوة بجلسة نقاشية تمحورت حول أهم ماجاء في ورقات عمل الندوة وطرح الاسئلة من قبل الجمهور حول الجوانب الأخرى للشخصية العمانية المحتفى بها في هذا الندوة والإجابة على تلك الأسئلة من مقدمي ورقات العمل. إلى جانب تكريم المشاركين والمساهمين في إنجاح الندوة.