الخبر

التربية والتعليم تختتم المؤتمر الخليجي الثاني للتثقيف بتقنية النانو

30/12/2015

متابعة / سيف السيابي ومحمد خلفان

تصوير / إبراهيم القاسمي

اختتمت وزارة التربية والتعليم ممثلة في اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بجامعة السلطان قابوس، المؤتمر الخليجي الثاني للتثقيف بتقنية النانو، الذي نظمته اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المنظمة العالمية لاستثمار أوقات الفراغ بالعلوم والتكنولوجيا (MILSET)، وبمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في مجال تقنية النانو من داخل السلطنة ومن بعض الدول الشقيقة والصديقة، وكان ذلك تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي مستشار الوزارة.

ملست وعمان..تعاون

وفي نهاية المؤتمر ألقى  داوود الأحمد مدير المنظمة العالمية لاستثمار أوقات الفراغ للعلوم والتكنولوجيا "ملست" كلمة قال فيها: ..لقد شارك في هذا المؤتمر نخبة من الخبراء في هذا المجال العلمي والمجال التعليمي وتميزت الأوراق المقدمة بعمقها وتنوعها سعيا لمزيد التعريف بتقنية النانو وإيجاد سبل الاستفادة من التطور الذي يشهده الميدان، وأضاف: لقد ارتقى تعاون منظمة الملست العالمية مع المؤسسات العلمية والتعليمية في سلطنة عمان إلى مستوى عال وأصبح مثالا لخدمة الشباب للاندماج في الأنشطة العلمية والتكنولوجية ويرجع هذا التعاون إلى عدة سنوات من خلال المشاركات المتعددة والمتميزة للسلطنة في ملتقيات الملست الإقليمية والعالمية، ومثلت الزيارة التي قام بها وفد مكتب الملست الإقليمي لقارة آسيا إلى وزارة التربية والتعليم العمانية في شهر سبتمبر2014م واللقاء مع معالي الوزيرة الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية فرصة طيبة لمزيد من التعاون بين الملست ووزارة التربية والتعليم العمانية من أجل دفع العمل التربوي في خدمة شباب السلطنة والخليج والعالم وذلك بتنظيم أنشطة علمية رائدة ومتنوعة.

فوز السلطنة

 وقال: أعطى هذا التعاون ثماره بهذا التنظيم المشرف للمؤتمر الخليجي الثاني للتثقيف حول تقنية النانو وهو بداية لسلسة من الأنشطة والبرامج العلمية وأهمها الملتقى العلمي الآسيوي الرابع لمنظمة الملست في شهر ديسمبر2016م والذي فازت سلطنة عمان بشرف تنظيمه  خلال عملية التصويت التي جرت خلال اللجنة التنفيذية لمكتب ملست آسيا أثناء الملتقى العلمي العالمي في بروكسل في شهر يوليو الماضي.

      بعدها ألقى الاستاذ الدكتور علي يحي بو مجداد مخرجات المؤتمر التي جاءت على النحو التالي: أهمية تضمين علم وتقانة النانو في المناهج الدراسية مع مراعاة مختلف المراحل الدراسية. والعمل مع مكتب التربية العربي لدول الخليج في تبني برامج ومبادرات تدعم تقانة النانو في الإطار التربوي، وتعريب وتوحيد المفاهيم والمصطلحات التي تعنى بعلم وتقانة النانو على مستوى دول مجلس التعاون. وإعداد حقائب تدريبية للمعلمين والمشرفين التربويين لتعزيز كفاياتهم في علم وتقانة النانو. وتطوير برامج إعداد معلم ما قبل الخدمة لضمان التأكد من امتلاكه الكفايات والمهارات اللازمة في مجال علم وتقانة النانو. وتأسيس شبكة خليجية لتبادل الخبرات والتجارب بين المختصين والمهتمين بعلم وتقانة النانو. والتأكيد على تنفيذ الدورة الثالثة من هذا المؤتمر بعد عامين في إحدى دول الخليج العربية. ومراجعة برامج إعداد معلم ما قبل الخدمة بحيث تتضمن علم وتقانة النانو. والعمل مع الشركاء في مختلف قطاعات المجتمع لتعزيز الاهتمام بعلم وتقانة النانو، وتهيئة بيئات التعلم الصفية واللاصفية لتقديم خبرات تعلم ثرية في علم وتقانة النانو، والعناية بالحاضنات العلمية لتعزيز الاهتمام بعلم وتقانة النانو.

 

 

وفي الختام قام  سعادة محمد بن حمدان التوبي مستشار الوزارة راعي المؤتمر بتسليم الشهادات على المشاركين في القاء اوراق العمل

 

الطلبة والتخصصات العلمية

وكانت جلسات اليوم الثاني قد بدأت بالمحور الثالث من المؤتمر " دور تقنية النانو في تنمية البحث العلمي وتعزيز الابتكار لدى الطالب" قدم فيه البروفيسور علي يحيى بو مجداد ورقة بعنوان" الاستفادة من تقنية النانو في حل مشكلة عزوف الطلبة عن التخصصات العلمية، تطرق فيها إلى مشكلة عزوف الطلبة عن التخصصات العلمية مثل الكيمياء والفيزياء والبيولوجي واقترحت الورقة التحكم بالمجهر الالكتروني الماسح عن بعد بواسطة الأجهزة الحديثة الآيباد والآيفون بحيث يمكن للطالب في مرحلة الابتدائي استخدام وتشغيل جهاز عالي الدقة بواسطة الايباد وقد نجحت التجربة ونالت جوائز على المستوى المحلي والعربي والعالمي.

إعادة النظر

 وقدم الدكتور أشرف بن طالب الهنائي من شركة تنمية نفط عمان بقسم المواد والتآكل ورقة بعنوان تحديات تدريس تقنية النانو في المناهج، تطرقت إلى الحاجة إلى تدريس تقنيات النانو في المناهج المدرسية وإلى تخطيط جيد من قبل مصممي المناهج ولجان التأليف، لأن تقنيات النانو علم يقع بين الكيماء والفيزياء والرياضيات، وله تطبيقات في كافة العلوم الأخرى.

وأكدت ورقة الهنائي على أهمية إعادة النظر من قبل وزارة التربية والتعليم في محتوى العلوم والرياضيات في السنوات العليا في المدارس وإحلال المفاهيم الحديثة في العلوم والرياضيات محل المفاهيم القديمة، وهذا من شأنه إدخال تقنيات النانو بصورة طبيعية سلسة تربط المعلومات المختلفة لدى االطالب.

حاضنات الابتكار

وقدمت الدكتورة زهرة بنت راشد الرواحية ورقة بعنوان" نشر الوعي بتقنية النانو من خلال برنامج دعم الابتكار التعليمي، أشارت الورقة إلى أهداف برنامج الادماج والتثقيف بتقنية النانو، وإلى الإطار العام للبرنامج وآليات تنفيذه من خلال حاضنات الابتكار في المدارس، والحاجة إلى تدريب المعلمين على هذه العلوم الجديدة وحاجته المتعلقة لتطبيقات النانو، وإدراج أنشطة تعليمية تفاعلية لتطبيقات النانو في مواد العلوم المختلفة، وتوفير المواد التدريبية لهذه التطبيقات في حاضنات الابتكار، وتوجيه الابتكار الطلابي لمواضيع تطبيقات النانو.

معايير السلامة

ودار المحور الرابع حول طرق التثقيف لنشر الوعي بتقنية النانو في المجتمع التربوي. وترأس الجلسة الرابعة  الدكتور بدر الخروصي وقدم فيها الأستاذ الدكتور علي بيت الله ورقة بعنوان" برامج وأنشطة تحديد معايير السلامة لتقنية النانو في إيران" تحدث فيها عن التجربة الإيرانية وعن بعض الأبحاث التي أجريت في إيران في هذا المجال ، كما أشار إلى بعض المنتجات التي أصبحت بين الناس وتحضر فيها التقنية بشكل لافت، كما أشارت الورقة إلى بعض الخطط والاستراتيجيات التي اتبعتها الحكومة الإيرانية في سبيل إنجاح هذه التجربة، كما أشارت إلى جوانب الأمن والسلامة المتبعة عند استخدام هذه التقنية. 

القضاء على مشكلات العالم

وقدم الدكتور خليفة العزري الباحث التربوي باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ورقة بعنوان الإستراتيجية التربوية الوطنية للتثقيف والتعليم بتقنية الناتو  تحدث فيها عن أهمية تقنية النانو والاهتمام بها كونها تمثل ثورة القرن الحادي والعشرين التي تمكنا من القضاء على مشكلات العالم، وتحقيق مبدأ التكامل بين مختلف العلوم.

كما تحدث عن الإستراتيجية التربوية الوطنية للتثقيف والتعليم بتقنية النانو، ونشر الوعى العلمي على المستوى التربوي والاجتماعي بالتقنية وإعداد وتأهيل الخبرات المحلية. وتحدث عن محاور الاستراتيجية التي منها: التوعية من قبل المختصين، والوصول إلى أصحاب القرار، وتسليح المجتمع بالمعرفة اللازمة لتمكنه من اتخاذ القرار المناسب، والموازنة بين مخاطر ومنافع تقنية النانو، وإعداد طاقات بشرية مستعدة لكل عمل مستقبلي، وأشار العزري إلى أن تعليم تقنية النانو هو القاعدة الأساسية لانطلاق أي مبادرة خاصة وأن التقنية داخلة في الحياة اليومية للإنسان، وهي ليست تقنية جديدة وليست مستقلة عن العلوم الأخرى، ولكن الجديد هو زيادة فهمها حول تفاعل الذرات والجزيئات مما يزيد من إدراك العلاقات بين فروع العلم المختلفة. 

 

 

نشر الوعي

وقدمت بشرى شملان البحر موجه فنى أول لمادة الحاسوب بدولة الكويت ورقة عمل تحدثت فيها عن الوضع الحالي للمجتمع التربوي عن تقنية النانو وطرق التثقيف بهذه التقنية، وأشارت إلى أن الكثير من أبناء  المجتمع ليس لديهم وعي بها، وقالت: يوجد في دولة الكويت ثلاثة مراكز للنانو ، مركز في كلية العلوم بجامعة الكويت والثاني في كلية الهندسة والآخر في معهد الأبحاث العلمية، وقالت: قمت بعمل دراسة حول هذه التقنية وقد تم توزيع استبيان الكتروني بين طلبة المدارس بجميع فئاتها ومعلميها ومشرفيها من مختلف المواد الدراسية وذلك لاستطلاع مدى وعيهم بهذه التقنية وأوضح الاستبيان أن نسبة 30% ممن شملتهم الدراسة ليست لديهم فكرة عن هذه التقنية ، وقد أوردت الدراسة بعض الحلول والتوصيات لزيادة الوعي والثقافة، ومن هذه الحلول: إدخال التقنية في المناهج الدراسية، وإعداد وتدريب المعلمين، وزيادة الأنشطة الصفية واللاصفية للطالب التى تعنى بهذه التقنية، وعمل مقترحات للمعلمين في المشاركة في المسابقات وإعداد بحوث وأوراق عمل لزيادة وعي المتعلمين.

النانو والمناهج والغياب

 وكان محور الجلسة الخامسة بعنوان تضمين تقنية النانو في المناهج الدراسية، ترأسها الدكتور محمد زاهر العبري، وقدم فيها الأستاذ الدكتور محمد عاشور من كلية العلوم التطبيقية  بجامعة حضرموت باليمن ورقة " نشر ثقافة النانوتكنولوجيا وإدماجها ضمن المناهج الدراسية في اليمن، تطرق فيها إلى مستوى تطور الوعي بتكنولوجيا النانو، ومدى ارتباط المناهج الدراسية الحالية في التعليم العام وفي برامج بعض الأقسام العلمية بكليات الهندسة والعلوم في بعض الجامعات الحكومية في اليمن بهذه التكنولوجيا، كما اقترحت الورقة اتجاهات لإدماج تكنولوجيا النانو في مناهج وبرامج التعليم ونشر ثقافة تكنولوجيا النانو. وأشارت إلى غياب التقنية من الكتب المقررة في الفيزياء والكيمياء والأحياء للصفوف الأول والثاني والثالث  بالمرحلة الثانوية، ومن برامج بعض التخصصات بكليات الهندسة والعلوم.

وقدم الأستاذ الدكتور نور إم بت ورقة " نماذج من تجارب دول العالم في تضمين تقنية النانو في المناهج الدراسية،

استشراف المستقبل

وقدم منصور الشعيلي ورقة بعنوان" تضمين تقنية النانو في المناهج العمانية". تحدث فيها عن المنهج المتكامل والتعرف على التقنيات في المناهج العمانية وبالأخص تقنية النانو ، واستشراف المستقبل للمناهج المطورة بمعايير عالمية ، كما عرض بعض تطبيقات  التقانة التى تدرس في مناهج العلوم ، وتناول في ورقتة واقع تقانة النانو في المناهج الحالية ، حيث تطرقت المناهج الحالية إلى مفاهيم النانو كوحدات قياسية في الفيزياء والأحياء ، ولم تتعرض لتطبيقات النانو ، وأشار حول آلية معالجة المناهج المطورة لتقانة النانو .

لنحتفل بآخر برميل نفط

وقال الدكتور سالم الحارثي رئيس فريق إدارة المخاطر بجامعة السلطان قابوس: تكمن أهمية عقد المؤتمر للتوعية بأهمية هذه التقنية وكيفية إدخال النانو في مجال التعليم على كل المستويات، وأضاف الحارثي: تهتم السلطنة حالها حال بقية الدول بهذه التقنية ومجالاتها التي تتصف بتعددية التخصصات ويؤكد الحارثي على أهمية اتخاذ القرارات المناسبة على المستوى الاستراتيجي بصفة عاجلة معللا الأمر أنه لا يمكن المرور في هذه الثورة التكنولوجية بشكل سطحي بل لابد من اتخاذ خطوات عملية حتى يتسنى للبلد مواكبة هذه الثورة التكنولوجية والوصول إلى الاقتصاد المعرفي، وهذا بالنسبة للحارثي لا يكون إلا بالعمل الجاد خلال السنوات القادمة التي يحددها بخمسة عشر سنة يقول: بعدها يمكننا أن نحتفل بآخر مردود برميل نفط دون أن نتضرر من ذلك لأننا نملك أسسا وإمكانات مستدامة للاقتصاد الوطني.    

التصنيع داخل السلطنة

وقال الدكتور سالم بن علي اليافعي رئيس مجلس إدارة شركة العالمية لتقنية النانو: بعد ظهور علم النانو أو كما يسمى بعلم الصغائر وقدرته على التحكم في المادة على المستوى الذري أو الجزئي وتطبيقاته صار مجالا واعدا وعمل طفرة علمية وصفها العلماء بأنها الجيل الخامس الذى ظهر في علم الالكترونيات، حيث امتدت نجاحاته إلى مجالات شتى وتطبيقات عدة ونجحت على المستويات العلمية العالمية في تحقيق أهدافها المنشودة ولا تزال، وتحقق ذلك في مجالات عدة ونواحي شتى صناعية وعسكرية وطبية وبيئية.وأضاف اليافعي: من الإنجازات المهمة في هذا المجال معالجة المياه باستخدام طرق عدة مثل: تقنيات الترشيح النانوية التى يمكنها القضاء على الملوثات الموجودة في المياه، وأشار إلى الانتقال السريع للتقنية من مختبرات الأبحاث إلى مجالات الاقتصاد والتجارة، حيث أصبحت الدول المتقدمة ترصد لهذه التكنولوجيا ميزانية سنوية تضمن بها التفوق التكنولوجي في العديد من المجالات، وعن شركته قال: دور الشركة الآن هو استيراد منتوجات النانو وتوفيرها في أسواق السلطنة، حتى نتمكن مستقبلا من التصنيع داخل السلطنة