18/02/2015
أول شخصية عمانية تدرج ضمن برنامج احتفالات الذكرى لليونسكو اللجنة الوطنية العمانية تحتفي بالذكرى المئوية الرابعة للطبيب العماني" راشد بن عميرة" • الإحتفاء يأتي ضمن أيام الذكرى السنوية لليونسكو. • جاءت الندوة بهدف التعريف بالطبيب العماني،وحفظ الإنتاج العلمي الخاص به. • جمع الطبيب راشد بن عميرة بين الطب والصيدلة والشعر والأدب،و"فاكهة ابن السبيل" من إحدى مؤلفاته. • التوصية بتحقيق المخطوطات الطبية لإبن عميرة تحقيقا علميا ممزوجا بين الطب الموروث والطب الحديث، ونشر الموروث الطبي لإبن عميرة بلغات عالمية مختلفة. نظمت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، صباح الأمس بفندق جراند هرمز، ندوة الاحتفال بالذكرى المئوية الرابعة للطبيب والصيدلاني العماني راشد بن عميرة الرستاقي وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم. شخصيات مؤثرة يأتي الاحتفاء بهذه الشخصية العمانية بمناسبة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، والاحتفال بمرور70 عاما على إنشاء اليونسكو وفي إطار برنامج اليونسكو للاحتفاء بالذكرى الخمسينية أو المئوية أو من مضاعفاتهما لوفاة شخصيات تاريخية مؤثرة في نشر السلم والتعايش وفاعلة في مجال التفاهم بين الشعوب وحوار الثقافات والتسامح عالميا أو إقليمياً، أو أحداث تتصف بأهمية عالمية أو إقليمية بحيث تتجلى فيها مُثل المنظمة وقيمها وتنوعها الثقافي وطابعها العالمي، والتي تم اعتمادها خلال المؤتمر العام لليونسكو في دورته (37) لعام 2013م. وتم اختيار الطبيب العماني راشد بن عميرة الهاشمي خلال انعقاد هذه الدورة نظرا لإسهاماته الكبيرة في إثراء المعرفة الإنسانية. وجاءت الندوة بهدف التعريف بالعلامة راشد بن عميرة من خلال إبراز إسهاماته ومؤلفاته، والمساهمة في حفظ الإنتاج المعرفي والتراث العلمي والإنجازات الطبية للطبيب، وإبراز مساهمة العلماء العمانيين عبر التاريخ وإنجازاتهم العلمية ودورهم في رفد الحضارة الإنسانية وتقديمه كأول عالم عماني تحتفي به منظمة اليونسكو، بجانب غرس الاعتزاز لدى الناشئة بما قدمه الآباء والأجداد، والتركيز على السيرة العلمية للطبيب العماني كونه برع في علوم الطب كأحد أهم فروع العلم التخصصية. تخليد الإنجازات تضمن برنامج افتتاح الندوة كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، والتي ألقاها محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والذي تحدث قائلا: " يعد الطبيب والصيدلاني العماني راشد بن عميرة الرستاقي من الأعلام البارزين الذين أسهموا إسهاماً كبيراً في المسيرة الحضارية لعماننا الحبيبة عبر تاريخها العريق؛ والذين تميزوا بالنبوغ والإخلاص والعمل بهمة عالية؛ فكان عطاؤهم إثراءً، وإنتاجهم إبداعاً، وعملهم جودةً، وها نحن اليوم ننهل من معارفهم، ونفخر بمنجزاتهم الحضارية ونفاخر العالم بها؛ فلا غرابة إذن أن تأتي هذه المناسبة التاريخية تخليداً للإنجازات المهمة لواحد من هؤلاء الأعلام ، كما تأتي هذه المناسبة في إطار عمل اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم المتمثل في الاحتفاء بتاريخ عمان المشرق بأحداثه وشخصياته الفاعلة، وإبرازه على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي" وعن العلوم التي برع فيها الطبيب العماني أشار اليعقوبي: " لقد جمع الطبيب راشد بن عميره بين الطب والصيدلة والشعر والأدب، فقد كان طبيباً حاذقاً؛ بل كان الأشهر في زمانه، واستطاع أن يعالج كثير من الأمراض المستعصية حتى ذاع صيته وأصبح وجهة يقصده القاصي والداني، ولم يكتف بممارسة الطب؛ بل نقل العلوم الطبية عبر تعليم الطب والتأليف فيه،كما أنه كان صيدلانياً بارعاً، تمكن من الحصول على العديد من الخلطات الفريدة من الأعشاب الطبيعية النادرة، وقد ظل أغلبها ذا فائدة إلى يومنا هذا،بالإضافة إلى كون الشيخ بن عميرة فقيهاً وأديباً وشاعراً، استعمل هذه المواهب في تعليم الطب ووضع الوصفات الطبية، وخير شاهد على ذلك مخطوطاته وأراجيزه التي ألفها بأسلوب سهل يجمع بين العلم والأدب، وبين الشمولي والتخصصي؛ فنجد أنه نظم قصائد مطولة لتشريح جسد الإنسان كاملاً، وخصص أخرى لتشريح مواضع معينة كالعين فقط، ولذلك كان تراثه العلمي تراثاً مهماً وجديراً بالعناية والاهتمام. وأكد اليعقوبي في ختام كلمته أن السلطنة تمكنت من إدراج الطبيب راشد بن عميرة الرستاقي في برنامج اليونسكو كأول شخصية عمانية مؤثرة في مجال الطب والصيدلة،وبأن الجهود قائمة لإدراج أسماء لشخصيات عمانية وأحداث تاريخية أخرى في المرحلة القادمة. ومضات طبية عقب ذلك قدمت الدكتورة مريم بنت عبدالله بن سعيد الوائلية طبيبة استشارية أولى في التغذية الطبية بالمديرية العامة للرعاية الطبية التخصصية بوزارة الصحة ورقة عمل بعنوان "ومضات طبية من كنوز الطبيب راشد بن عميرة" وتحدثت فيها عن كتاب ابن السبيل قائلة:يعتبر كتاب "فاكهة ابن السبيل" وثيقة من الوثائق الطبية العمانية التي أعدها الطبيب الشيخ راشد بن عميرة العماني منذ القرن السادس عشر الميلادي والذي كان له الأثر الطيب في البحث عن الوسائل والعلاجات التي تخفف من آلام الناس في ذلك الزمان، بالإضافة إلى كونه طبيبا فقد كان أيضا صيدلانيا وأديبا وشاعرا وفيلسوفا وفقيها،كما أن الكتاب وضع على أساس علمي سليم ما زال الطب الحديث ينهج نفس المنهاج في تدريسه للمتعلمين لعلم الطب، حيث هدف هذا الكتاب إلى مساعدة المتعلمين على فهمهم وتطبيقهم للعلاج بطريقة واضحة وتفاعلية، وقد كان الطبيب راشد بن عميرة من دعاة العلاج بالأعشاب والغذاء وعدم اللجوء إلى الفصد والكي والجراحة إلا في الضرورة،كما كان ينصح بتجنب الأدوية الكيميائية إذا كانت هنالك فرصة للعلاج بالغذاء والأعشاب وهو ما ينصح به الأطباء الآن. ثم قام راعي المناسبة والمشاركون بالتجول في المعرض المصاحب للندوة، والذي احتوى على العديد من الأعمال التي قام بتأليفها الطبيب وهي عبارة عن قصائد ورسائل ومخطوطات وكتب في مجال الطب. مجدد علم الطب عقب ذلك استعرض سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني من وزارة الأوقاف السيرة الذاتية للطبيب العماني،وتحدث قائلا: لقد برز الطبيب بآواخر القرن العاشر الهجري وأوائل القرن الحادي عشر، وهو مٌجدد علم الطب وحامل لوائه ومٌحيي آثاره بعمان، تفنن في تدوين علم الطب بأساليب شتى وطرق متنوعة، بين النظم والشرح والمجربات والمطولات والمختصرات،منها: كتاب (فاكهة ابن السبيل) ومختصره، وكتاب (منهاج المتعلمين) للمبتدئين، ألفه لابنه عميرة، و(مقاصد الدليل وبرهان السبيل)، ورسالة في الكي بالنار، وأرجوزة مع شرحها في تفصيل مراحل عمر الإنسان منذ الطفولة ثم الشباب ثم سن الكهولة انتهاء بالشيخوخة وسن الهرم. وقصيدة دالية مع شرحها في تشريح جسد الإنسان من لدن رأسه إلى قدميه مفصلاً فيها أجزاء الجسد وكيفية تشريحها،وقصيدة ميمية في العين وتشريحاتها،رسم فيها تشريح العين واتصالها بالدماغ واتصال كل ذلك بجسد الإنسان مع ذكر بعض أجزاء الجسد والأغشية ومسمياتها ووظائفها. مؤلفات الطبيب ثم استعرض الدكتور إبراهيم بن حسن البلوشي رئيس قسم التحقيق والحفظ بدائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة بعض مؤلفات الطبيب العماني راشد بن عميرة الرستاقي ؛ بهدف اطلاع الباحثين والمختصين في مجال المخطوطات والطب والأدب، وحثهم على بذل الجهود لتحقيق تراث هذا الطبيب الأديب المتميز، وإخراج مؤلفاته بتحقيقها ونشرها ليستفيد العالم من هذه الكنوز التي لا تزال مدفونة وحبيسة الرفوف، وحقها أن تنشر؛ بل وتترجم إلى لغات مختلفة، ومن أهم المؤلفات التي تطرقت إليها البلوشي كتاب فاكهة ابن السبيل، منهاج المتعلمين، قصيدة تشريح العين، قصيدة تشريح جسد الإنسان، المنظومة اللامية المعروفة بـ "زاد الفقير وجبر الكسير"، رسالة في الفصد والحجامة، رسالة ما يلزم الطبيب والشروط الطبية، ومنظومة في سن الإنسان. وعرض صور لنماذج بعض تلك المؤلفات المطبوعة والمخطوطة مع ذكر أماكن وجودها وطرق الحصول عليها. منهاج المتعلمين أما الورقة التالية فقدمها سالم الهميمي ، وهي من إعداد عبدالله بن علي السعدي مشرف مصادر تعلم بالمديرية العامة للتربية بمحافظة مسندم وتناول الهميمي في حديثه كتاب "منهاج المتعلمين" الذي ألفه الطبيب ويتكون من قسمين ،حيث يتمثَّل القسم الأول في دراسةٍ تمهيديةٍ جاءت في فصلين، الفصل الأول: ترجمةٌ تامةٌ لمؤلفِ المخطوطةِ، شملتْ نسبَه ونشأتَه وشيوخَه وتلاميذَه ومؤلفاتِه والعواملَ المؤثرةَ في تكوينِ شخصيته ووفاته،والفصل الثاني يتحدث عن أهمية مخطوطة كتاب " منهاج المتعلمين" ومضمونهاويشتمل القسم الثاني على النص المحقَّقِ للمخطوطة، حيث قدم للنصِّ بوصفِ النُّسختين اللتين اعتمد عليهما المحقق في التحقيق، كما تم ذكر المنهجَ الذي اتبع في تحقيق المخطوطة، وتفسير الرموزَ المستخدمةَ في النص المحقق ، ونماذج من صورَ المخطوطتين، ثم إبراز النص المحقق،وفي النهاية تم وضع الفهارس العامة وثَبْتِ المصادرِ والمراجع. وقد ذكر الطبيب في كتابه الكثير من الأعشاب الطبية، علاوةً على وسائل أخرى من العلاج مثل الفصد والكي والجراحة في بعض الأحيان،وقد قام المؤلف بذكر الأمراض التي تصيب جسم الإنسان من رأسه إلى أخمص قدميه ولم يكتف بذلك؛ بل ذكر ما يخص الحميات وكيفية العلاج من اللدغ والعض والنهش. وعقب الانتهاء من أوراق العمل تم فتح باب المناقشة حيث أظهر المشاركون تفاعلا كبيرا من حيث المناقشات التي أثرت الندوة حيث قام مقدمي أوراق العمل بالرد على استفسارات المشاركون. التوصيات وقد خرجت الندوة بعدد من التوصيات من أبرزها تعاون جامعة السلطان قابوس مع وزارة التراث والثقافة في رسم المشاريع الصغيرة للدارسين ضمن خطة المقرر الدراسي، وطبع جميع مؤلفات الطبيب راشد بن عميرة بتصحيحها وتنقيحها، وضرورة تحقيق المخطوطات الطبية لإبن عميرة تحقيقا علميا ممزوجا بين الطب الموروث والطب الحديث، ونشر الموروث الطبي لإبن عميرة بلغات عالمية مختلفة، والسعي إلى لملمة التراث المعماري والأدوات الطبية المتعلقة بالطبيب إبن عميرة، لتكون شاهدا حيا على حضارة علمية عريقة، وإنشاء معجم للإصطلاحات الطبية العمانية وأسماء النباتات الطبية واستعمالاتها، والإستعانه بطلاب معاهد وكليات الصيدله في التوفيق بين الاسماء القديمة والحديثه. وفي الختام ألقى محمد اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية كلمة شكر لجميع الحضور ومقدمي أوراق العمل على الأوراق التي تم تقديمها بطريقة علمية ومنهجية مما كان لها الأثر الطيب على نجاح الندوة. أول شخصية عمانية وحول آلية اختيار الطبيب العماني راشد بن عميرة ليتم الإحتفاء به ضمن أيام الذكرى السنوية لمنظمة اليونسكو، أشار الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير مساعد لقطاع الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم: تهتم منظمة اليونسكو ضمن واحد من برامجها بالإحتفاء بالشخصيات والأحداث المؤثرة في مسيرة الحضارة البشرية في شتى مجالات المعرفة والعلوم،حيث تتنافس الدول من خلاله في تقديم الشخصيات المؤثرة لتدرج ضمن هذا البرنامج ليتم الإحتفاء بها وفق العديد من المعايير منها أن تكون شخصية ذات تأثير واسهامات تتعدى حدود الوطن لتشمل خدمة الإنسانية،وقد حرصت السلطنة من جهتها على إبراز اعلامها المخلصين الذين أسهموا بعلمهم ومعرفتهم،ونتيجة لتزامن هذه الفترة مع مرور الذكرى الرابعة للطبيب راشد بن عميرة ، وبناء على انجازاته المهمة تم الموافقه على الاحتفاء به،ويعد هو الشخصية العمانية الأولى التي تمكنا من إدراجها ضمن برنامج اليونسكو والعمل جاري على اضافة شخصيات وأحداث مهمة في الفترة القادمة،حيث أسهم العمانيون بالعديد من مجالات المعرفه على مدى التاريخ الطويل واسهاماتهم استفاد منها العالم أجمع. موسوعة طبية واسعة من جهته قال الدكتور صالح بن علي العبري خبير تربوي في اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم:نشعر بالفخر والإعتزاز بهذا الطبيب العماني الذي عاش قبل 400 عام،فقد قدم العديد من الإسهامات الجليلة للإنسانية في وقت كان الإنسان بحاجة لمختصين في مجال الطب،حيث برز في تلك الفترة من الزمن مختصون في مجال الأدب واللغة،بينما تميز الطبيب العماني راشد بن عميرة في مجال الطب وكانت له العديد من المخطوطات العلمية والمؤلفات المثرية،ووجب علينا أن ننفض الغبار عن مؤلفاته ونبرزها للعالم ويتم تضمينها لمناهج تدريس الطب. وأكدت الدكتورة مريم بنت عبدالله الوائلية على العلم الذي تميز به الطبيب العماني راشد بن عميرة بقولها :اهنئ هذا الطبيب الذي يعتبر موسوعة علمية منذ 400 عام ،والطبيب كان مدركاً لعلم التشريح والاعضاء والصيدلة وعلم الدواء،وله دراية واسعة بعلم الطب،وذو خبره واسعة،وقد كان حريصا على أن يستقي من رحيق العلم لمن كان في عصره من العرب واليونان ،وتميز بالتجربة والقياس واليوم هو يستحق التكريم،لأنه من صناع الطب في السلطنة،وقد تميز بالأمانة العلمية،وكان طبيبا وشاعرا من خلال تصوير العلم بكلمات تطرب الأذن،والكتاب الذي تركه الطبيب العماني( فاكهة ابن السبيل) أجد بأنه كتابا طبياً لابد أن يتم مراجعته من قبل مختصين في علم الطب وإدراجه في المكتبه الطبية والصيدلانية ليكون دليلا للطالب العماني يستفيد من أرثه وعلمه الجليل.